2024
Adsense
مقالات صحفية

الملحمة العمانية الكبرى – معركة قلعة اليسوع الحصينة في ممباسا عام ١٦٩٨م

أحمد بن علي المقبالي

📌 الجزء الأول:-

– ممباسا ميناء مهم جداً على الساحل الشرقي لأفريقيا ويقع حالياً في دولة كينيا التي تعتبر ثاني المدن ضخامة بعد العاصمة الكينية وغالبية سكانها مسلمون.

– زار هذه المدينة المستكشف البرتغالي فاسكودي جاما عام ١٤٩٨م واحتلها عام ١٥٠٠م وفعل البرتغاليين في السكان جرائم منكرة.

– قام البرتغاليون ببناء قلعة أطلقوا عليها اسم قلعة المسيح لأنها على شكل صليب وحصينة جداً وكان هدفها الأساسي السيطرة على التجارة والملاحة في المحيط الهندي ومحاربة عرب أفريقيا العمانيون.

– تقع هذه القلعة في خلجان غير صالحة للملاحة، وهذا ما يجعل حصارها أمراً شاقاً واحتلالها أمراً مستحيلاً.

– تعتبر معركة تحرير ممباسا من المعارك العالمية الكبرى والفاصلة ليس في أفريقيا فقط وإنما في المنطقة كلها لها ما قبلها وما بعدها من أحداث غيّرت مسار الكثير من مجريات الأحداث في أفريقيا والخليج العربي والفارسي والهندي.

– عام ١٦٩٥م وصل وفد إلى مسقط يمثل ملك وأمراء وشيوخ القبائل في لامو يطلبون النجدة من الإمام سلطان بن سيف اليعربي

– وفي نفس العام أيضاً وصل وفد آخر من ممباسا يعتبر من أكبر الوفود على الإطلاق وذلك بتشجيع من شخص اسمه الجماد رجوت البلوشي فأكرمهم الإمام ووعدهم ببذل الجهود الممكنة لتحريرهم من البرتغاليين.

– أرسل الإمام فرقة استخبارات إلى ممباسا للاستطلاع وجلب المعلومات بقيادة شهداد شت.

– بدأت فرقة الاستخبارات ترسل المعلومات المطلوبة والدقيقة عن التحصينات البرتغالية والتحصينات والتسليح والسكان وغيرها من المعلومات إلى الإمام.

– بناء على المعلومات الاستخبارية الدقيقة تقرر إرسال أسطول حربي مكون من سبع سفن حربية ضخمة وعدد ثلاثمائة جندي بالإضافة إلى عشرة زوارق لاستخدامات مختلفة.

-في عام ١٦٩٥م تلقّى البرتغاليون هزيمة قاسية على يد الأسطول العماني في ميناء كنج الفارسي وكذلك الضربة الموجعة التي تلقوها في بارسلور ومانجالور مما أدى إلى رفع الروح المعنوية للمقاتلين العمانيين وحفزهم لتحقيق المزيد من الانتصارات.

– في ٢٦ نوفمبر ١٦٩٥م وجه نائب الحاكم البرتغالي في الهند القبطان جواو رود ريغر لياو بإرسال تعزيزات والمزيد من المساعدات إلى قلعة يسوع في ممباسا بعد ورود أنباء إليهم بالاستعدادات العمانية للهجوم عليها.

– بعد أن تلقى الأسطول البرتغالي الضربات الموجعة من الأسطول العماني في الهند وفارس وأفريقيا أخذ يحصن الحاميات المتبقية لديه في ممباسا وموزمبيق، أما العمانيون فإنهم أصبحوا مستعدين لخوض المعركة الكبرى والحاسمة كما أصبح البرتغاليون مستعدين للدفاع عن حصونهم.

– نلاحظ أن تلك الضربات القوية أدت إلى تحول البرتغاليين من الهجوم المستمر إلى الدفاع المستمر مع الاستمرار بتلقي المزيد من الهزائم من الأسطول العماني.

– عام ١٦٩٦م تحرك الأسطول العماني يمخر عباب البحار إلى ممباسا ووصل لمينائها المسمى كلينديني في يوم ١٥ مارس.

– ما أن علم البرتغاليون باقتراب الأسطول العماني حتى أسرعوا بتخزين المؤن في قلعة يسوع وتحصنوا فيها.

– فور وصول سفن الأسطول الحربي العماني باشرت فوراً بدك التحصينات البرتغالية بالمدافع فهرب جميع البرتغاليين والمتعاونين معهم إلى القلعة فأصبحت تضم حوالي ٢٥٠٠ فرد من نساء ورجال وأطفال أما عدد البرتغاليين لا يتجاوز الخمسين جندياً.

– أصدر قائد القوات العمانية أوامره بالنزول إلى اليابسة بعد هروب الجنود البرتغاليين إلى القلعة فتم الاستيلاء على المدافع البرتغالية التي تركها الجنود.

– استمر العمانيون بقصف القلعة بالمدافع ولكنها ظلت صامدة.

– اتبع العمانيون سياسة النفَس الطويل في حصار القلعة وذلك بسبب صعوبة اقتحامها والسيطرة عليها.

– في أغسطس ١٦٩٦م تلقى المتحصنون في القلعة إمدادات من موزمبيق ولكن الأسطول العماني بذل جهوداً جبارة لمنع وصول هذه الإمدادات إلى القلعة واشتبك مع سفن الإمدادات واستولى على عدد من القوارب.

– تحرك الإمام سيف بن سلطان الأول بنفسه لإمداد وتعزيز القوات العمانية في ممباسا وجمع رجال من باتا ولاموا ورفد بهم القوات الموجودة في كلينديني.

– ترك الإمام بعد ذلك قيادة الأسطول إلى القائد سعداد بن سعد البلوشي وعاد إلى مسقط لإدارة شؤون البلاد.

– استطاع العمانيون إحكام الحصار على القلعة من البر والبحر.

– تقع القلعة على لسان بحري ضيق وهو الذي يصلها بالبر وهذا الشريط يقع بالكامل تحت رحمة المدافع العمانية القوية.

– أدى إحكام الحصار من القوات العمانية إلى سوء شديد في أوضاع المحاصَرين ونقصٍ كبيرٍ في المؤن.

– انتشرت الأمراض والأوبئة في القلعة وهو ما أدى إلى موت عددٍ كبير من المحاصَرين وعلي رأسهم قائد الحامية البرتغالية جاو رود ريغز وذلك في ٢٢ أكتوبر عام ١٦٩٦م.

– في نوفمبر ١٦٩٦م وبعد ثمانية أشهر لم يبقى في القلعة سوى: –

١- ٢٠ من أصل ٥٠ برتغالياً.

٢- ٥٠٠ من أصل ٢٥٠٠ من المتعاونين.

– عرض القائد العماني على المحاصرين الاستسلام بعد أن عرف بوضعهم المأساوي ولكنهم رفضوا أملاً في وصول تعزيزات من جوا أو موزمبيق.

– في ٢٢ نوفمبر ١٦٩٦م وصلت تعزيزات عمانية جديده للقوات على الأرض.

– في ديسمبر ١٦٩٦م استطاعت أربع سفن برتغالية قادمة من جوا تحمل ٧٠٠ جندي أن تشق طريقها بالقوة إلى القلعة والتي دخلتها عن طريق خليج صغير غير صالح للملاحة اسمه سان أنطونيو وأمدّت المحاصَرين بالقليل من الذخيرة والغذاء وحوالي مائة مقاتل وبسبب قصف المدافع العمانية وتحرك الأسطول العماني للاشتباك معهم أدى إلى استعجالهم بالخروج بأقصر وقت ممكن بعد أن حملوا معهم بعض المحاصرين.

– استمر الحصار العماني برويةّ وهدوء ودون استعجال وبنفس طويل.

– في يناير ١٦٩٧م وصل عدد الأشخاص الذين يموتون يومياً من ثلاثة إلى أربعة أشخاص

– في٢٠ يوليو ١٦٩٧م صباحاً شنّت القوات العمانية هجوماً مباغتاً وقوياً على القلعة ولكن المدافعين تمكنوا من صدّ الهجوم.

– في ٢٣ نوفمبر عام ١٦٩٧م وصلت تعزيزات عمانية من باتا وكانت عبارة عن سبع سفن تحمل ما يقارب مائة رجل مما أدى إلى ارتفاع الروح المعنوية للقوات العمانية.

– في ديسمبر ١٦٩٧م استطاع أسطول برتغالي قادم من موزمبيق إيصال بعض المساعدات من مؤن وذخائر إلى القلعة بعد اشتباكات عنيفة مع الأسطول العماني مما أدى إلى رفع الروح المعنوية للمحاصَرين

👈 ملاحظة: –

((كل الإمدادات البرتغالية للقلعة تتم أثناء الاشتباك مع الأسطول العماني وتكون سريعة وبعدد بسيط من الجنود والمؤن بعدها تنسحب السفن وهذا يعتبر جهد غير مكتمل فهم لم يتركوهم يستسلموا ولم يمدوهم بما يحتاجوه فعلاً وطبعاً لم يستطيعوا تجاوز الأسطول العماني )).

– عام ١٦٩٨م استمر الحصار العماني على ما هو عليه بنفَسٍ طويلٍ وقبضةٍ حديدية.

– عام ١٦٩٨م قرر نائب الملك البرتغالي في جوا الهندية إعداد حملةٍ قوية لفك الحصار العماني عن ممباسا.

– في ديسمبر من سنة ١٦٩٨م بدأت الحملة في التحرك باتجاه ممباسا ولكن طول المسافة جعل المشاركين في حالة إرهاقٍ شديد ومعنوياتٍ محبطة وحماس بارد.

– وأيضاً في شهر ديسمبر عام ١٦٩٨م وصلت تعزيزات مكونة من ٥٠٠ مقاتل إلى القوات العمانية في ممباسا.

– بعد أن توفرت جميع الظروف المواتية للقيام بشنّ هجومٍ نهائيّ وحاسم قرر العمانيون البدء بتحرير القلعة من البرتغاليين.

في المقال القادم إن شاء الله سوف نتابع باقي الأحداث المثيرة منها:-
-هل نجح العمانيون فعلاً في تحرير القلعة؟
– ما هي مجريات الأحداث التي حصلت اثناء الهجوم العماني وبعده؟

المصادر: –
– المقاومة العمانية للوجود البرتغالي في الخليج العربي والمحيط الهندي (( ١٥٠٧م – ١٦٩٨م )).

المؤلف: –
أحمد بن حميد التوبي

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights