علمٌ من مدرسة الإمام الخليلي
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
—————————————-
عندما تتعايش مع علمٍ من أعلام عمان الذين أفنوا عمرهم في خدمة دينهم و أوطانهم من أجل سعادة البشرية جمعاء ، تجد نفسك أمام قلعةٍ شهباء صامدة أمام الزمن ومجرياته وتقلب السنين بأثقالها وأوزارها .
إنه الشيخ القاضي الخال حمود بن عبدالله الراشدي – حفظه الله- الذي تتلمذ على يد الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي – رحمه الله – وشرب من سُقيا علمه وسيرته العطرة .
الإبحار نحو شطئان الشيخ القاضي وما حوته من درر العلم والأدب والسيرة الطيبة الحسنة يحتاج إلى أساطيل من البواخر التي ستحمل تلك اللآلئ الثمينة ، فحياة القاضي مليئة بصنوف الحكمة والعلم والحياة الصالحة الخالصة لله من قضاء وتعليم وصلة رحم وإصلاح ذات بين وكرم ونجدة ملهوف ورحمة مساكين و غيرة على الدين وأداء واجبات الحياة العامة .
حياة الشيخ القاضي مليئة بالكثير من المحطات المهمة في القرن الرابع العشر و الخامس عشر الهجري كشاهد على العصر المتقدم و المتأخر في عمان.
عايش الشيخ العديد من الحقب، وتتلمذ على يديه عدد كبير من العلماء والقضاة والمشايخ الذين نشروا أريج تلك الكنوز على أبناء هذا الوطن من محبي العلم، ولعل أشهرهم الشيخ المربي الجليل حمود بن حميد الصوافي – حفظه الله – وغيره من الاجلاء .
بالأمس رسمت الصورة التي التقطت للشيخ وهو يعود أحد إخوته – الشيخ سعيد بن حمد الراشدي – وقد زاره في بيته تواضع الشيخ الجم وصلته لرحمه رغم عمره الممتد والذي قارب التسعين عاماً ونيف من الزمن في مشهد صاغ فيه ابنه حمد أبياتًا جميلة :
رعيت حقوق الرحم يانسل حامد
وأديت للمرضى حقوقً لوازم.
رأيتك تطبق يديك وإنحناء مؤيدً
بدعوة ترجوا من الله شفاء ملازم.
وتتلوا تسابيح وآيات ومقصدٍ
تذللت للشافي ذو الجلال المنعم.
رعاك ربي يامن انت صامدًُ
على حفظ حق الله والكل عالمُ.
هكذا هم علمائنا، علماءٌ ربانيون تحثهم ملائكة الرحمة والمغفرة، قدوتهم نبي الرحمة محمد بن عبدالله الأمين ( صلى الله عليه وسلم ) و علمائهم الأجلاء، فمن تخرج من مدرسة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي-رحمه الله-سيبقى علماً شامخاً باعثا نور الهداية للعالمين .
حفظ الله شيخنا القاضي حمود بن عبدالله الراشدي وأسبغ عليه الخير والصحة والعافية ونفعنا الله بعلمه وسيرته العطرة .
# سناو
الاحد : ١٢ -٥-١٤٤٢ للهجرة
الموافق : ٢٧-١٢-٢٠٢٠م