المنتصرة
خوله كامل الكردي
نصرة هو اسمها تعشق منذ صغرها جمع الزهور وبخاصة زهر الياسمين، تخرج في الصباح تجمع زهورها من بستان جارتها “أم عثمان”، سعادتها لا توصف عندما تلملم باقة من زهر الياسمين، تشم رائحته فتذوب كما يذوب الشمع من لهيب، أوصتها أمها قائلة “يا بنيتي سعادتي في زهر الياسمين” لذلك “نصرة” نصرة أمنية أمها، في كل صباح تهدي أمها باقة من زهور الياسمين، يفوح المنزل بأريج الياسمين، تضع الباقة في مزهرية مزينة بزهور صغيرة ذهبية، أحضرها والدها من سفره لإحدى الدول البعيدة، تتباهى نصرة بباقات الزهور التي تجمعها، فهي تعدها أيما إعداد، وتنسقها كما لو أنها تعرف لغة الزهور، تضعها بكل رفق ولين، تخشى عليها الذبول واليبس، تجلس أمها بجانب المزهرية تتغنى برائحة الياسمين، تعد نصرة شايا بالياسمين فترتشفها أمها رشفة…رشفة ترد لها العافية، لتكون بهجة نصرة لا توصف ترتسم على وجهها ابتسامة الرضى والفرح، فما بعد إسعاد أمها سعادة.