فلنعش مع آيات الله…
خلفان بن ناصر بن سعيد الرواحي
عندما نتأمل آيات الله ونتدبرها حق التدبر، ونتعايش مع الواقع الذي يحيط بنا؛ فإننا حقاً نتذوق حلاوة الإيمان بالله وما جاء به رسولنا الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام. فلنعش كل لحظة من عمرنا في كل مكان وزمان مع آيات الله ونتدبرها؛ لنزداد إيماناً ويقيناً بأننا في نعمة عظيمة وغيرنا في غفلةٍ، وقد أغرقتهم زينة الحياة الدنيا ومتاعها عن حلاوة الإيمان والعمل للآخرة.
فَلَو تأملنا في خطاب الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88)- سورة الحجر- والتي تعني لا تتمنينّ ما جعلنا من زينة هذه الدنيا متاعًا للأغنياء من قومك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، يتمتعون فيها، فإن مِنْ ورائهم عذابًا غليظًا( وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ )، ويقول: ولا تحزن على ما مُتعوا به فعجّل لهم، فإن لك في الآخرة ما هو خير منه.
فهكذا علينا أن نؤمن يقينًا بأن الله سبحانه وتعالى سوف يعطيك ما هو أعلى مقامًا وتمتعًا في الدار الآخرة، وأن لا نتذمر بما أعطينا من هذه الدنيا الفانية؛ فمن عاش وزار لبعض الدول التي حباها الله بالنعم الدنيوية ليس كمن سمع، ومن لم يتدبر آيات الله وعظمته في تلك الدول ويقارن راحة البال وحلاوة الإيمان والكرامة والعفاف والنعم التي هو عليها ليس كمن ينظر بأم عينه بخشوع قلبه لما يرى ويتدبر.
إن ما يحزننا في مثل هذه الدول هو وجود إخواننا الموحدين الذين هم مؤمنون باللسان فقط دون الأفعال؛ وما ذلك إلا تقصير منا في سبيل الدعوة وكذلك غفلة الأمة الاسلامية عن هذه المهمة وانشغالهم بالتنافر والتناحر وطمس قواعد الرسالة المحمدية الخالدة. لقد غرق إخواننا الموحدون في شهوات الدنيا ومتاعها إلا من رحم الله، فهناك دولٌ إسلامية والبعض غالبيتها مسلمة إلا إنك لا تجد ذلك في الواقع الذي تقترب منه إلا من قله، وبدأ ذلك ينتقل إلى عاملنا الإسلامي العربي الذي يقارن بين ما في بلاده وبين ما في بلاد غيره التي حباها الله بالنعم الدنيوية والكثيرة؛ وما ذلك إلا من ضعفٍ في الإيمان وعدم التدبر في آيات الله وما جاء في كتاب الله من آياتٍ وعبر لأولي الألباب …..