كن سعيدًا بما تملكه
أحمد بن موسى البلوشي
كثيرًا ما نسمع من البعض التذمّر من أمورٍ كثيرةٍ في مجريات الحياة، والشكوى المستمرة للغير مثل:
راتبي قليل، سيارتي قديمة، بيتي صغير، ليس لديّ وقت، لستُ سعيدًا، معي اجتماع وأنا في إجازة …إلخ. أفكار وأوهام نصنعها بأنفسنا ونترجمها من خلال أفعالنا الحياتية.
ومن أقوال الحكماء المتداولة: “استمتع بما لديك واحلم بالمزيد”، فالإنسان هو من يصنع حياته ومجرياتها مع وجود بعض العوامل الخارجية التي قد تتدخل أحيانًا في حياتنا فتغيّر بعض المجريات بشرط ألّا نركّز عليها كثيرًا، لأننا في النهاية نستطيع التعامل مع هذه العوامل وغيرها، فالمطلوب من كلّ شخص أن تكون لديه نظرةٌ جميلة لجميع مجريات الحياة، وأن يعيش سعيدًا ويستمتع بما يملك من أشياء لديه دون أن يتحسّر على أشياء لا يملكها.
ووردتْ كلمة (تَمَتَّعَ) ومشتقّاتها في آيات وسوَر القرآن الكريم عشرات المرات، ويُعرّف الاستمتاع في اللغة بأنّه:
التلذّذ والانتفاع، وقد يكون ذلك الاستمتاع بملذّات الحياة المختلفة وفي جميع جوانبها.
كما عرّف “ريدي راثيل” الاستمتاع بأنّه: “حالة تتضمن كَون الفرد في حالةٍ جيدة من الصحة الجسمية والنفسية والوجدانية يعبّر عنها الفرد بمشاعر من البهجة والاستمتاع بمختلف الأنشطة الحياتية”، ويقول د.عبدالخالق نتيج: “أوهام أنْ تقول أنّ كل مشغولٍ ناجح، و أن الذي لا يجد الوقت للراحة و المتعة ناجح، وهذه خدعة كبيرة تجعل الإنسان في قلقٍ وتعبٍ دائم، بل و تُبعده أكثر فأكثر عن النجاح، حيث أن النجاح مُتكاملٌ ومُستمرّ في كل أركان الحياة، أما العمل فهو جزء صغير من الحياة إذا لم ينسجم مع باقي الأركان أَضاع الإنسان وسط الزحمة دون إنجازٍ حقيقيّ، ودون سعادةٍ أو استمتاع”
وأخيراً.. استمتعْ بما تملك من مالٍ وصحّة وصُحبة وعائلة ووقت وإجازة..إلخ، فإنّ الاستمتاع بالحياة له تأثيرٌ إيجابي على الصحة البدنية والنفسية، ولا تضيّع نصف حياتك أو كلّها في الكدح والتعب وتنسى الجزء المهم منها وهو المتعة والسعادة والفرح، وتذكّر دائمًا بأن ما تملكه اليوم كنت تحلم به يومًا ما.