تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

الإعلام والشهرة

حمدان بن سعيد العلوي
مدرب في الإعلام والعلاقات العامة

إن أسهل طريق للشهرة هو التوجه للعمل في وسائل الإعلام ، وتفوقها شهرة هي وسائل الإعلام السمعية والمرئية ، والظهور عبر شاشات التلفزة يعد عملا جاذبا لفئة الباحثين عن الشهرة ، طرح ذات يوم سؤال من قبل أحد المحاضرين في مجال الإعلام وهو ما الغاية والهدف من الظهور الإعلامي لدى كل منكم ؟

كانت الإجابات أغلبها السعي نحو تحقيق الشهرة ، وبعضها لتحقيق مكاسب مادية ، والشهرة عند البعض تفوق الربح ، إلا أن الشهرة تحقق الربح ، وفئة قليلة تحدثت عن الأهداف السامية ، كما أشارت صحيفة البيان في ذات السياق أن مهنة «الإعلام» في بعض الدول مهنة من لا مهنة له من دون أي دراسة أو علم مسبق بطبيعة الرسالة التي يقوم بها الإعلام، وأن اللحظات البسيطة على الشاشة أو عبر الأعمدة المقروءة والتي تنقلها كافة المواقع الإلكترونية، يتلقاها الملايين وقد تكون مصدراً لاتخاذهم قرارات مصيرية وخاصة إذا تعلق الأمر بالتحليلات الاقتصادية والتي باتت هي الأخرى ملاذاً للمحللين من كل حدب وصوب وقد تتسبب في خسارة مالية.

وتعتبر الصحافة السياسية لدخلاء مهنة الإعلام الأخطر على المستوى المحلي والدولي وأن الآراء الشخصية أو المأجورة من قبل بعض المؤسسات أو الأشخاص قد تتسبب في حدوث أزمات سياسية دولية، وأن الأمر يحتاج إلى مزيد من التنظيم المحلي والدولي لاعتماد قانون خاص بمهنة الصحافة والإعلام ومن يتصف بها وفقاً لمعايير محددة.

وما نراه اليوم من تسابق محموم للوصول إلى الشهرة ، ولم يكتفِ البعض بل اتبع عقدة (خالف تعرف) ، حيث نرى طرح مواضيع وقضايا لا فائدة منها سوى تحقيق (الشو) على حساب مشاعر الآخرين ، فتجد الساعي للشهرة يتهجم على هذا ويشوه صورة الغير بلا مبرر ، ويسوق بالأكاذيب إلى قضايا زائفة ، مقحما نفسه في مهاترات لا طائل منها ولا هدف سوى الظهور على حساب الغير ، لم يكتفِ البعض من الظهور عبر وسائل الإعلام ، بل اتجه نحو الوسائل التقنية لسهولة الانتشار، وقد ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بجملة من مثيري الرأي العام ، وتأجيج المجتمع بلا فائدة أو مردود إيجابي ، وهنا نقول الإعلام يحمل رسالة هادفة ويجب علينا توجيهه لخدمة الوطن والمجتمع بحيادية الطرح والشفافية والإنصاف ، فلا يعقل أن نستغل ظهورنا عبر وسائل الإعلام واللجوء لوسائل الاتصال الأخرى والخوض في كل صغيرة وكبيرة ونقد هذا وذاك وبث الرسائل السلبية ، التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، والبعض تعدى الحدود وأقحم نفسه بالخوض في أعراض الناس ، والتدخل في خصوصياتهم ، فلا تطرح قضية ما إلا وتجدهم يكيلون بمكيال النقد اللاذع بلا دليل أو وجه حق ، والبعض لا ترى ابتسامته إلا أمام العدسات ، فيما يشتاط غضبا على كل القرارات وكأنه قد نصب نفسه وصيا على المجتمع ، نعم نحتاج إلى مساحة من الحرية للتعبير عن الرأي ، ولكن ليس بهذه الطريقة ، كأن أقوم بشخصنة الاختلاف ، فاختلافي مع شخص في عمله هو ليس خلاف مع الشخص نفسه ، نعم نختلف نصيب أحيانا وقد نخطيء ، وحين نصل إلى درجة عالية من الشهرة ونسبة كبيرة من المتابعين ، علينا أن نختار العبارات المناسبة في طرحنا بطرح متزن محايد وشفاف ، لا نميل مع طرف ضد الآخر ، وأن نستثمر الوسيلة الاستثمار الأمثل لتحقيق المكاسب لتصل أصواتنا وصوت المجتمع ، هناك العديد من القضايا التي طرحت وتم إيجاد الحلول لها بقوة ونفوذ الإعلام فهو سلطة رابعة وسلاح ذو حدين ، يحتاج إلى تنظيم لا أن نخوض مع الخائضين ، من أجل الشهرة والمكاسب الشخصية “كلنا مسؤول”.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights