بين السماء والأرض رياضٌ للصالحين
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
——————————————-
في جلال الزاهدين العابدين العاملين وفي صفاء الصالحين المخلصين الراكعين وفي هيبة العظماء الكرماء المتقين ترتع الأنفس وتشتاق إلى تلك الرياض الطاهرة النقية …
في مجلسه العامر بصنوف الذكر والعلم تتوالى الوفود من الزوار وطلبة العلم طلبا لفضائل الخير .
وفي سكون البرية تشرأبُ الأنفس نحو شيخٍ أشم رفع طود الدين والعلم عالياً بأفعاله التي ملأت الدنيا نوراً وبشراً وأملا .
إنه المربي الشيخ حمود بن حميد الصوافي- حفظه الله-. مدرسة متكاملة في كل ما يجول ويدور بخاطر من سمع عنه أو زاره أو عاش في كنفه .
فمدرسته عامرة ليل نهار بطلاب العلم ومريديه الذين ينهلون من صنوف العلم والأدب الجم من بين يديه .
الشوق لمجلسه العامر والجلوس مع الشيخ والاستماع إلى الدروس والعبر والفوائد التي يخرج بها كل من جالسه هي الحنين والأنين الذي تصدره أنفسنا اليوم في ظل الجائحة والتباعد الذي فرضته الظروف علينا جميعاً ومنهم شيخنا الكريم الذي لزم كل النصائح التي تقي الإنسان شر المرض وخبثه.
فانقطع زواره وطلاب العلم من مجلسه جسدياً ولكن بقي كل شيء كما كان ، فدروسه ومدرسته ومركزه الصيفي بقي متواصلاً بوسائل الاتصال الحديثة ،وكذلك جهوده في قضاء حوائج الناس والمجتمع والإصلاح من خلال تواصله بالهاتف يومياً ، فوقته عامرٌ بصنوف الخيرات وشجرة الخير التي زرعها وارفة الظلال ممتدة الأفق لمعظم بقاع الأرض بثمارها اليانعة وخيرِها الوفير .
اليوم تتسابق الأنفس شوقاً لرؤية الشيخ والجلوس في مجلسه وعودة الحياة لسابق عهدها قريباً بإذن الله حيث خرجت في هذه الأيام عدد من الصور من يوميات الشيخ لعلها تطفئ ظمأ كل مشتاق لتلك الرياض الطاهرة وذلك المجلس العامر ولمسجده ( مسجد الحشاة ) الذي شهد الكثير من الحلقات والدروس للشيخ خاصة في شهر رمضان الفضيل .
فبين السماء والأرض هناك كواكب تضيء وأنوار ترصدها رياض الصالحين التي عُمِرت بذكر الله بين جنبات تلك الأماكن الطاهرة في بلدتي الحبيبة سناو التي تزخر بالشيخ الجليل .
اليوم لا يسعنا إلا الدعاء والتضرع لله الشافي المعافي أن يرفع هذا الابتلاء عن أمتنا وسائر الأمم أجمعين وأن تعود الحياة مزهرةً لسابق عهدها ،وتعود تلك الأيام الماجدة لنرتع تحت تلك القمم السامقة في تباشير الصالحين بالجنان لمن تحلق بحِلق الذكر وعاش في كنفها متعلما ومستمعا و مستفيدا .
حفظ الله شيخنا الجليل حمود بن حميد الصوافي ومتعه بالصحة والعافية والعمر المديد وجزاه الله خير الجزاء وأعاد الله تلك الليالي والأيام الخوالي في رحاب مدرسته الزاخرة بالعلم والدين والإيمان .
# سناو
الأحد : ١٣-٤-١٤٤٢ للهجرة
الموافق ؛ ٢٩-١١-٢٠٢٠ م