الإنسان العربي وحلم الأمل
خوله كامل الكردي
كيف يمكن للإنسان العربي أن يحلم وينتظر وقت تحقيق حلمه؟ لولا شعلة الأمل المتقدة في أعماق قلبه، كيف له أن يصبر على الإخفاقات والعثرات؟ لولا ذاك النداء الكامن داخله، والذي يحثه على التحمل والإصرار لنيل مراده، فكلمة الأمل تلهج بها الألسن وتتوق لها النفوس وتستعجلها الأوقات.
فالأمل ما هو إلا إيمان خفي يسكن في جوانح الفؤاد، بالأمل يعيش الإنسان وبالأمل يرتقي سلم المجد والنجاح. فالإنسان المبتئس لهو شخص فرغ قلبه من أي بارقة للأمل، فالتشبث بالأمنيات مصدره شعلة الأمل في الصدر، فإذا فقد المرء هذا المعنى القيم، لأصبح بائسا يبحث عن من يأخذ بيده وينتشله من بين براثن بؤسه وآلامه. فإذا أردت أن تعرف الأمل فانظر إلى ذلك النور المتلألئ في نهاية النفق، فالأمل هو البسمة والإنجاز ولحظة الوصول العظيمة.
لقد حفلت الكتب والموسوعات بأشعار وقصص وروايات عن الأمل، لطالما كتب عنها الشعراء والأدباء، فأوقدوا في النفوس وهجا دافئا لا ينطفئ، قد يخبو قليلا ولكن لا ينطفئ. فاعلم أيها الإنسان أن الحياة ما هي إلا مجموعة من أمل، فإذا تشتت هذه المجموعة باتت الإنسانية في تخبط وحيرة.
ومن هذا المنطلق… فإن الأمل لا يعني أن يقضي الإنسان حياته يضع يده على خده، ينتظر معجزة قد تنزل عليه من السماء، أن الأمل أكبر من ذلك بكثير، فالحصول عليه يتوجب سعيا وجهدا من قبل الإنسان، فإذا أخفق في الحصول على ما يريد، يعاود الكرة مرة أخرى ولا يعتريه الإحباط مهما تكبد من عناء أو مشقة في سبيل ذلك.
فالحصول على المراد هو بمعناه وجود باب يوصله إلى مراده وذلك هو الأمل، إن الأمل تتعدد أوجهه وتختلف وسائله، انتظار يحتاج إلى مثابرة وتفانٍ وقدرة على التعلم من الأخطاء ومن الآخرين، قد لا يحصل المرء على أمنيته، ولكن حسبه أنه تمسك بحلمه وسعى إليه، فمجرد تشبثه بحلمه هو المعنى الأصيل للأمل، وفي حال شعوره أن الوقت الذي يقضيه في انتظار تحقيق حلمه، قد مر من غير إشارة تدل على قرب حدوثه، ربما سيحصل عليه في وقت آخر، عليه أن يلتفت لمسؤولياته ويطور نفسه ويمضي في حياته، ويبحث عن درب جديد يعينه على نيل هدفه.