2024
Adsense
أخبار محليةمقالات صحفية

بلدة “بديعوه” في ولاية السويق

بدرية بنت حمد بن سعيد السيابية

ليس هناك أجمل من الاستقرار والعيش في وطنٍ شعاره الأمن والأمان بعيداً عن الحروب بعيداً عن الضياع بين الزّحام والطرقات، ومن هنا سأكتب نبذةً مختصرةً عن أحد البلدات الجميلة الموجودة في وطني سلطنة عُمان وبالتحديد في شمال الباطنة -ولاية السويق- بلدة تطلّ على ساحل الباطنة، يبلغ عدد سكانها ما يقارب ٣ آلاف نسمة، اسمها “بديعوه” اشتهر أهلها قديماً بصيد الأسماك وما زالت هذه المهنة مستمرة بين أبنائها محافظين على هذه المهنة جيلاً وراء جيلٍ في كسب لقمة العيش، ومن جانب آخر اهتموا بالزراعة:
كزراعة النخيل وزراعة بعض المحاصيل كالمانجو، والليمون، والريحان.
كما يشتهر أهلها بممارسة بعض الحِرف اليدوية كالسعفيات وتشكيلها بأشكالٍ مختلفة ومتطورة، مثل: “المبخرة، القفير، المخرافة، الخصف، والحابول، والمخام” المكنسة المصنوعة من سعف النخيل”، وكذلك أدوات الصيد البحري مثل:
“الشِّباك، القرقور”.
كما أن للمرأة التي تعيش في هذه البلدة دورٌ فعّال في تنمية بعض الأعمال التقليدية، كصناعة بعض الأدوية العشبية مثل: “الزموتي، ودواء الإمساك، الحلول، والعنبر”، وغيرها من الأدوية، وكذلك تصنع أدواتٍ خاصة بالمرأة، مثل:
“المحلب، والحِنّاء، وحلّ المعذب، والبخور بأنواعه، والكحل، وخياطة الكمة العمانية، وخياطة بعض الملابس الصوفية”، وغيرها من الصناعات الحِرفية.
وتشتهر البلدة ببعض الفنون الشعبية التراثية يمارسها الرجال في المناسبات كالأعياد والأعراس واحتفالات البلاد بالعيد الوطني، ومن هذه الفنون الشعبية “الرزحة، القصافي، المالد، المساجلة الشعرية”، وبعض الألعاب الشعبية التي يمارسها أهالي البلدة كلعبة الحواليس، ولعبة شد الحبل، الغميضة، المتاجاة، الصياد، وغيرها من الفنون الرائعة.
كما لهم مشاركات خارج السلطنة؛ وهو إحياءٌ لهذا الموروث الشعبي الطيب مما دفع أبناء هذه البلدة لممارسة هذه الفنون والمحافظة عليها.

وكذلك إحياء بعض العادات أو المناسبات مثل:
القرنقشوه، تقام هذه المناسبة في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك، حيث يرتدون الزيّ العماني الجميل، ويرددون بعض الكلمات:
“قرنقشوه يو ناس اعطونا شوية حلواه، دوس دوس في المندوس، حارة حارة في الصحاره….
كما هناك عادة يمارسها أهالي البلدة وهي”الحمبكر”، وبشكل عام تشتهر بهذا الجانب ولاية السويق والتي يمارس أهلها هذه العادة في ليلة عاشوراء من كل عام، و هي عادةٌ قديمةٌ متأصلة بين جَنبات ذكرياتهم، فهي متوارثة من الأجداد، كل مجموعة من الأطفال يصنعون دمية صغيرة ترتدي اللباس العماني ويزيّنوها بزينةٍ تقليدية، و ينشدون قائلين:
حنبكر تبا عشاها، حنبكر والخير ياها، حنبكر تبا السحنية، حنبكر والخير هنية.

ومن الجانب الرياضي الثقافي تمّ افتتاح ملعب “الوعد الصادق” تحت رعاية وتشريف السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد كرة القدم العماني السابق، وبحضور نخبةٍ من كبار الشخصيات بولاية السويق وكان ذلك بتاريخ 21 أكتوبر 2011م ليكون صرحاً حضارياً يفتخر به أبناء هذه البلدة ليكون نقلةً رياضية.
وعلى أرض الواقع: فقد جرَت في هذا الملعب أهم البطولات في الولاية “بطولة الصداقة” لتحتوي كلّ الفرق في الولاية تحت سقفٍ واحد، كما تُقام على أرضية الملعب بعض الأنشطة الثقافية والفنية.
ومن جانبٍ آخر لا ننسى أبرز الفرق الموجودة في البلدة “فريق الشاطئ الرياضي وفريق الإبداع الرياضي” فلهما بصمةٌ في الولاية، وإنجازات يفتخر بها أبناؤها.

وحظيت بلدة “بديعوه” في ظلّ حكومتنا الرشيدة ببعض الخدمات مثل: بناء صَرح تعليمي يفتخر به أهالي البلدة وهو مدرسة “الحسنى” للتعليم الأساسي لتحتضن أبناء وبنات هذه البلدة والقرى المجاورة لتلقّي التعليم.
ومن الجانب الديني تمّ بناء جامع “بديعوه” الذي تقام فيه صلاة العيدين وصلاة الجمعة وجميع الفروض، وإقامة المحاضرات والندوات الدينية، كما تمّ توصيل الكهرباء والماء للمنازل، ورصْف بعض الطرق فيها، ونتمنى أن يكون لها مزيداً من الخدمات المنتظرة تحت ظل سلطاننا هيثم حفظه الله ورعاه.

وتحتضن بلدة بديعوه أبناءها الموهوبين في عدة مجالات، فهناك الشاعر والكاتب والمُخرج والفنّان والرسّام والمُصمم والمصور، ومن لهم بصمة واضحة في مجال العمل التطوعي والخيري وبعض الأنشطة الشبابية في البلد كتنظيم العرس الجماعي على فترتين في السنوات الأخيرة.
وما زال العطاء مستمراً بين أهالي هذه البلدة الطيبة، كل التوفيق لهم. -غفر الله للسلطان قابوس بن سعيد المعظم طيب الله ثراه- وبارك الله في عُمر مولانا السلطان هيثم بن طارق المعظّم -حفظه الله ورعاه – وحفظ الله عُمان وقائدها وشعبها من كل مكروه.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights