هل الشكوى فن؟
أحمد بن موسى البلوشي
تُعرّف الشكوى بأنّها تعبير عن عدم الرضا حول تقديم خدمة ما أو إجراءات معينة، أو إصدار قانون…إلخ سواء كانت هذه الشكوى مكتوبة أو شفهية. ولكن هل تريد من هذه الشكوى أن تكون فعَّالة ويسمعها الجميع؟
إذا كانت إجابتك “نعم” فلا بدّ أن تتعلم كيف تطرح شكواك بصورة فنية.
توجد حقيقة ولا أعرف إذا كان البعض يشاطرني الرأي فيها أو لا، وهي أن أغلب الناس لا يحبون الشخص المشتكي. في حين أنّ بعض الشكوى لها مردود إيجابي سواء على مستوى الأفراد بشكل خاص، أو المجتمع بشكل عام، فكثيراً ما نقرأ عن أقلام تكتب وتشتكي عن سوء، أو ضعف بعض الخدمات المقدمة من بعض الجهات. وهذه الأقلام تُحترم؛ لأنّها تبحث عن حلول لمشاكل اجتماعية موجودة على أرض الواقع، وطرحها على طاولة النقاش-بهدف إيجاد الحلول، وليس التشهير- ومكسب للمواطن بالدرجة الأولى.
ومن الطبيعي جداً أن يُولِّد طرحك للشكوى مسارين اثنين، أولهما: أن تجد مجموعة من الناس ضدك؛ لأنّهم لا يحبون الشخص المشتكي، أو لا يحبون طرحك للمشكلة، بمعنى أنّك ربما لم توفق في طريقة طرحك لها.
أمّا المسار الثاني فهو أن تُكوِّن علاقات أفضل مع الآخرين، وتحصل على دعم من المجتمع. وهذا يدل على أنّ طرحك للشكوى مقبول وجيد، وفي كلتا الحالتين يجب عليك تقبل الآراء بصدر رحب.
ولا شك توجد العديد من النقاط التي يجب أن تعرفها عزيزي المشتكي قبل أن تطرح شكواك ومن أهمها: أن يكون لديك قدر كبير من العقلانية في طرحك مستشهداً بأدلة واقعية وموجودة، وعدم طرح الشكاوى الشخصية في منابر القرّاء وقنوات التواصل الاجتماعي، فربما لا تجد الأذن التي تسمعك وتتواصل معك. وتوجد نقطة مهمة كذلك وهي تحديد الشكوى أثناء الطرح، وليس الطرح العام لها. ويجب أن تعرف بأنّ الأشخاص الذين يعملون بهذه المؤسسات مواطنون مثلنا ويحبون الخير للجميع.
وأخيراً يمكن القول بأنّ تقديم الشكوى هي ثقافة وفي نفس الوقت حق من حقوق أيّ مواطن يطالب من خلالها بحقوقه المجتمعية، بشرط أن تتوافر لدى المشتكي فن تقديم هذه الشكوى، حتى لا يقع في أمور هو في غنى عنها قد تكلفه عواقب وخيمة.