أمةَ الإسلام انصري رسول السّلام
خليفة بن سليمان المياحي
لقد ازدادت هذه الأيام التعليقات والإساءات إلى سيدنا وحبيبنا رسول الله ﷺ، وحيث أننا نحتفل الآن بيوم مولده فإنه يجب أن لا يُقتصر على قراءة سيرته العطرة أو رفع الشعارات الدينية؛ وإنما نحتفل به
بأن نتبع نهجه ونسير على دربه ونبتعد عمّا نهانا عنه ﷺ..
وإن الذين تسمح لهم نفوسهم بالتعدي عليه أو الإساءة إلى شخصه فإنهم لم يكن ليعرفونه حق المعرفة وإلا لترفعوا عن ذلك، ولذلك فإنه يتوجب علينا كمسلمين أن نعطي الصورة الواضحة عنه صلى الله عليه وسلم بذكر مناقبه وسيرته العطرة وما كان يتمتع به من المعاملة الحسنة مع المسلمين وغيرهم، وما تخلّق به من الخُلق الرفيع كالصّدق والأمانة والمروءة؛ فالرسول كان منهاج صدق ومدرسة قيَم وسراج منير، وما أدلّ على ذلك أكثر من ثناء المولى جل شأنه عليه ووصفه بالخلق العظيم حيث قال جلّ شأنه في سورة القلم: ( وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ) صدق الله العظيم، وقوله عن نفسه ﷺ :(أدبني ربي فأحسن تأديبي)، وقول السيدة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لمّا سُئلت عن خُلق النبي ﷺ قالت: (كان خُلقه القرآن)، عليه فإنه يجب أن نبرهن للجميع بالحجج والمبررات المقنعة وبالمعاملة الحسنة مع الطرف الآخر؛ فهي كفيلة بتغيير مواقفهم بعد معرفتهم بأخلاق المسلمين وحسن معاشرتهم وصدق نواياهم وحبهم للخير والسلام والأمان للآخرين مهما كانت ديانتهم وأجناسهم وألوانهم؛ فعندما يعيشون ذلك ويتلمسوه ويجدوه عندنا فإن الكثير منهم سيغير موقفه، وبدلاً من أن يسيء للرسول ستجده ينتصر للرسول ﷺ؛ فلطف المعاملة وحسن المعشر هو الذي سيجعلهم يغيرون رأيهم ففي عهد الرسول ﷺ دخل الإسلام عدد من الشخصيات ومنهم اليهود؛ نظراً لما وجدوه من المعاملة الحسنة من قبل الرسول الكريم وأصحابه رضي الله عنهم فتولَْدت لديهم القناعة التامة، وهكذا هي الأخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة جواز سفر تعبر بها قلوب الآخرين، أما رد الشتم بالشتم والإساءة بالإساءة فإنها مدعاة لتأجيج الخلاف وزيادة التوتر والضغط على المسلمين واضطهادهم أكثر، ولنتبع في ذلك قول رسولِ اللَّهِ ﷺ حين قال: ( اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحسنةَ تَمْحُهَا، وخَالقِ النَّاسَ بخُلُقٍ حَسَنٍ ) صدق رسول الله ﷺ.