ليس غريباً على فرنسا
أحمد بن علي المقبالي
يصادف هذه الأيام مولد خير من وطأ الثرى من خلق آدم عليه السلام إلى قيام الساعة؛ وهي ذكرى مقدسة وذات وقع خاص عند المسلمين كافة بمختلف مدارسهم الفقهية.
وهنا قررت فرنسا إلا أن تستفز مشاعر المسلمين بشكل فج ومخالف لكل الأعراف الإنسانية، ومتعمداً تحت مسمى حرية التعبير، وهذه الحرية لا يمكن السماح بها إلا إذا كانت طريقاً لإهانة المسلمين.
إذاً، ليس غريباً على فرنسا هذا الموقف، وهو ليس الأول ولن يكون الأخير في ظل عدم المبالاة من الحكومات العربية والإسلامية.
ليس غريباً على فرنسا وهي من استعمرت دولاً كثيرة ومنها؛
تونس – المغرب – الجزائر – سوريا – لبنان – بنين ‘ بوركينا فاسو – غينيا – ساحل العاج – مالي – النيجر – السنغال – توغو.
هذه الدولة التي تدّعي حق الحريات وحماياتها هي نفسها صاحبة التاريخ الأسود في انتهاك حريات البشر وقتلهم وتشريدهم وارتكبت مجازراً يندى لها جبين الإنسانية إن بقي للإنسانية وجود في دول الغرب، وسوف نورد القليل من هذه المجازر والانتهاكات:-
– في الجزائر تم قتل ٤٥ ألف شهيد في سطيف وقالمة وغيرها ليس لشيءٍ سوى مطالبتهم بالاستقلال.
– إجراء ١٧ تفجيراً نووياً في منطقة رفان في صحراء الجزائر تسببت في مقتل ٤٢ ألف إنسان.
– تم تعذيب وقتل ٨٠٠٠ جزائري من العاصمة الجزائر بطريقة جمبري بيجارا، وهذه الطريقة تقوم على غرس أرجل الشخص في قالب وصب الإسمنت عليه وتركه حتى يجف ومن ثم تحميلهم في طائرات هليكوبتر ورميهم في البحر.
– والمغرب حصلت على نصيبها كذلك من الجرائم حيث قتل ٦٠٠٠ شخص وغيرها من جرائم لا يتسع المجال لها في هذه العجالة.
– تم قصف الدار البيضاء التونسية بالمدافع ومن هرب منهم وجد الرصاص والحراب الفرنسية في انتظاره وراح ضحية هذه المجزرة ١٠٠٠٠ شخص.
وجرائم وانتهاكات فرنسا في أفريقيا لا تعد ولا تحصى.
هذه الجرائم لم يقم بها المسلمون ولم يأمرهم نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم بذلك وإنما قامت بها دولة تتباكى على حرية الشعوب في التعبير!!! وأين كان هذا المبدأ الفرنسي عندما طالب الأفارقة بالاستقلال ؟؟؟
رسول الله صلى الله عليه وسلم حارب الرق والعبودية والاستعباد، وكم من الأرقاء والعبيد الذين حررهم صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم، ولكن فرنسا أقامت موانىء في السنغال وساحل العاج كمراكز لتجارة العبيد ويتم تحميلهم في مراكب لا تصلح لاستخدام الحيوانات، فما بالك بالبشر ويموت أكثرهم قبل وصولهم إلى وجهتهم ومن يفارق الحياة يُرمى به في البحر. فأين الحرية والإنسانية يا ماكرون!!!!!!
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نهانا بل وأمرنا ألا نعتدي على أهل الديانات الأخرى، ولا نجبرهم على شيء وأن نحميهم ونتعايش معهم، وأن نحترمهم ونحترم معتقداتهم وأن نكفل لهم حريتهم.
ما تقوم به فرنسا حالياً وقد تتبعها دول أخرى لهو خير دليل على خوفهم من قيم ومبادئ الإسلام، وإن تعصبهم بهذا الشكل ضد الإسلام والمسلمين ونبيهم صلى الله عليه وسلم ليس من قبيل الصدفة فالتاريخ يقول بأن مثل هكذا أمور يتم التخطيط لها بدقة.
لذلك يجب على المسلمين التضامن لنصرة نبيهم عليه أفصل الصلاة والسلام، وكل شخص على حسب استطاعته وقدرته. فالكاتب بقلمه والسياسي بموقفه، والإعلامي بصوته وجريدته ومجلته وغيرها من وسائل التعبير، والتاجر ببضاعته، والخيارات في عالم اليوم موجودة ومتاحة لكل صاحب موقف.
ومهما كان موقف فرنسا أو غيرها من الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم وكل من حاولوا التضييق عليه ينتشر ويتسع ويتمدد كونه صالحاً لجميع الشعوب ولجميع الأزمنة إلى قيام الساعة، وهنا يحضرني قولٌ للداعية الإسلامي الكبير أحمد ديدات لأحد المتداخلات معه :-
الإسلام لديه الحلول لجميع المشاكل ………