🔅نداء عاجل🔅 لا للأسر الأمومية في زمن كورونا
علي بن مبارك اليعربي
ليس فينا ولا منا من ينكر أو يتجاهل دور الأم في تربية الناشئة وهذه فطرة أوجدها الله عز وجل فيها. بما تحمله من صفات، ومكونات جسمية ونفسية انطلاقاً من تغذيتهم، والاعتناء بصحتهم وملبسهم وصولاً إلى إكسابهم مشاعر الحب والحنان، تشعر الأبناء بالأمان، وتزودهم بالنمو البدني والعقلي والنفسي مما يساهم في دمجهم بمحيطهم الأسري والاجتماعي، وتكوين شخصيتهم لهذا تجدهم أكثر تعلّقاً بأمهاتهم خلال فترة طفولتهم المبكرة فهي من تشعر بهم، وتُدرك احتياجاتهم قبل أيّ أحد وسبحان من أوجد لها مكوناً أنثوياً جعلها قادرة على التواصل معهم شفهياً ممّا يُقوّي علاقة التواصل والاتصال بينهم ويلقي على عاتقها مسؤولية الانضباط الأسري في نظرهم، والمحدد الأساسي لقواعد السلوك بالمنزل. كما أنها توفر بيئة سليمة تدعم نموهم وتُطوّر مهاراتهم وإعطائهم مساحة واسعة ورحبة لإطلاق طاقاتهم وإبداعاتهم ودعم ثقتهم بأنفسهم وإيجاد نوع من الترابط الأسري بسبب تواجدها دائماً حولهم، وقدرتها على التعامل مع أعباء الحياة، وتحمّل التعب والإرهاق لرعايتهم. كما أنها معلمة مقيمة مع أبنائها تُعلّمهم المهارات الأساسية في حياتهم كالكلام والمشي، والمصدر المثبت والمعدل لجميع المعلومات والحقائق وتحيطهم بالمشاعر الإنسانية والأخلاق الحميدة. ومع ذلك فإن للأب دور يجب ألا يغفله أو يتغافل عنه ويسجل غيابه فيه ويجعل أسرته أمومية أي تعتمد الاعتماد الكلي في تربية الأبناء على الأم. ..فوجود الأب في حياة أبنائه يعني الحماية والرعاية و القدوة والسلطة والتكامل الأسري فهم بحاجة إلى أن يشعروا بالحماية والرعاية والإرشاد مختلف تماماً عما يحصلون عليه من الأم وخاصة الذكور منهم فالأسلوب و التعاطي مع المواقف الحياتية يساعدهم في تشكيل شخصياتهم، وتهذيب سلوكهم بشكل إيجابي وفاعل، كما أن إحساسهم بوجود الأب في حياتهم يجعلهم قادرين على تحمل المسؤولية في ظل غيابه عن طريق التقليد و المحاكاة- أي التعلم بالقدوة- فإذا كنا نصف الأم بالمدرسة كما قال الشاعر حافظ إبراهيم عنها:- *{الأم مدرسة إذا أعددتها… أعددت شعباً طيب الأعراق}* فالأب معلم الناشئة بها و مديرها ومرشدها و هو وتد العائلة كلها كما يقال، ليس لأنه مصدر القوة الجسدية ولكن على المستوى الوجداني، لهذا أقول لك عزيزي الأب يجب عليك أن تكون ضمن ذلك النسيج الأسري لكي تصل بالناشئة إلى بر الأمان والاطمئنان، وأن تسجل حضوراً مستمراً في حياتهم، فهذه هي الطريقة المثلى المناسبة للاتصال والتواصل خاصة في ظل الأزمة الراهنة لجائحة كورونا كوفيد 19 المستجد، والذي يشهدها العالم هذه الأيام، وتوجه الحكومات والمؤسسات التعليمية إلى اتباع نظام التعليم عن بعد من الصف الأول حتى الصف الحادي عشر، والتعليم المدمج للصف الثاني عشر، و للحصول على جودة في التعليم و قدرة عالية في التعامل مع الوضع القائم. علينا جميعاً كآباء الابتعاد عن الاتكالية؛ بل علينا المساهمة بإدارة منهجية التعليم هذا العام من خلال تفعيل أدوار كل أطراف العملية التعليمية التعلمية وإظهار دور الأسرة بشكل عام ودور الأب بوجه خاص لأنه وبكل تأكيد سوف يقوم ببعض أدوار الهيئة الإدارية والتدريسية بالإضافة إلى أدواره السابقة. لهذا أقول لك لا تركن كثيراً لدور الأم لأنها وبكل صراحة غير قادرة على تحمل تلك الأعباء وحدها، ما لم تكن بجانبها مع الحذر التام من الازدواجية في اتخاذكما القرارات تجاه أبناءكم؛ حتى لا يحدث لديهم نوع من عدم التوازن النفسي والذهني مما يفقدهم التركيز في كيفية التعامل مع هذا النظام الجديد.
خلاصة القول عزيزي عليك أن تكون حاضراً وبقوة طوال هذا العام مع أبناءك، فالأمر ليس بالسهل كما يتخيله البعض، كما أنه ليس بتلك الصعوبة لمن استطاع أن يجدول وقته و يضع نظم وقواعد أساسية يلتزم فيها الآباء قبل الأبناء داخل البيت، ووضع مخطط بسيط يدرج فيه البرامج المطروحة من الوزارة والمدرسة ومتابعة المستجدات التعليمية بشكل مستمر من خلال التلفاز والبرامج المحوسبة، ولن يتأتى لك ذلك إلا إذا كان شعارك *لا للأسرة الأمومية!!*