ملاذ عصام
قلقٌ ومخاوف وسط الدّول والسكان من انتشار موجةٍ جديدةٍ لفيروس كوفيد -19 وذلك بعد انخفاضٍ ملحوظٍ في معدّل الإصابة بالفيروس في معظم أنحاء العالم، وعودة الحياة لطبيعتها في العديد من الدول، وتوصيات باتّباع إرشادات الوقاية، وأشارت تقارير إلى أنّ النساء أكثر عرضةً للإصابة خلال هذه الموجة.
وقد بدأتْ حالات الإصابة بكوفيد-19 في الارتفاع مرة أخرى بصورة ملحوظة منذ بداية أكتوبر في عدد من الدول، ومنذ أغسطس وقبله في عدد من الدول الأوربية، وتعدّ أمريكا والبرازيل ودول أوروبا والهند وفرنسا وإسبانيا وروسيا وإيران هي الأعلى إصابةً،حيث تنتشر الموجة الثانية بصورة أكبر في أوروبا وآسيا، أما دول الشرق الأوسط وأفريقيا معدل الانتشار فيها منخفض نسبياً.
ويُذكر أن الفيروس حصد خلال موجته الأولى أرواح أكثر من مليون شخص منذ بداية انتشاره في الصين في شهر ديسمبر الماضي وأصاب عدد 33,162,930 شخص، إضافة إلى أضرارٍ اقتصاديةٍ فادحة، وتوقعت منظمة الصحة العالمية أن يصل العدد النهائي للوفيات جراء الإصابة بكوفيد-19 إلى مليوني شخص، وحذَّر باحثون من كلية لندن الجامعية، من الموجة الجديدة ووصفوها بأنها أقوى بنحو مرتين من الموجة الأولى نسبةً لتحوّر الفيروس، وتوقَّع الباحثون أن تبلغ الموجة الثانية، ذروتها في ديسمبر القادم،
وجاءت توصيات من جهات رسمية ومنظمات تعمل في المجال الصحي ومختصين بضرورة الأخذ بإجراءات الوقاية والسلامة اللازمة، وبالفعل بدأت بعض الدول في العودة للإجراءات الاحترازية ،وعَزَا مختصون ظهور موجة جديدة من كوفيد-19 إلى الرجوع الكامل لسوق العمل، والمؤسسات التعليمية، والسفر مع عدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي وغيره من إجراءات الوقاية.
وأكد دكتور جورج-كريستيان تسن، مدير مركز النظافة والوقاية من العدوى في مجموعة مخابر التحاليل الطبية بألمانيا، في تصريح له على ضرورة الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، واستخدام المعقمات.
وهناك توقعات تنذر بمزيدٍ من الارتفاع في معدل الإصابات خلال الأيام القادمة، ويُعزَا ذلك إلى فصل الشتاء، فمِن المتوقع أن ينشط الفيروس في الشتاء كعادة هذا النوع من الفيروسات التاجية، ووفقاً لتحليل السجلات في المستشفيات البريطانية، يوجد ارتفاع كبير في معدل الإصابة وسط الإناث خاصة اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 20 و40 عامًا، وعَزَتْ تقارير طبية هذا الارتفاع إلى أن النساء من هذه الفئة العمرية أكثر عرضة للعمل في وظائف تواجه العملاء مما يجعلهنّ أكثر عرضةً للإصابة بالمرض، ولا يوجد ما يؤكد صحة ما جاء في هذه التقارير ،كما لا توجد حتى الآن دراسة مؤكدة فيما يختصّ بهذا الموضوع.
وبحسب ما جاء في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية فإنّ “الشابات بين 20 و40 عاماً سيتحملنَ العبء الأكبر للموجة الثانية من وباء كورونا في المملكة المتحدة”.
وخلال الموجة الأولى كان معدل الإصابات بين الرجال بفئاتهم العمرية المختلفة هو الأعلى ورغم ذلك تحمّلت النساء أضراراً أكبر بسبب زيادة أعباء العمل المنزلي ومسؤوليات أخرى.
بينما يعتري القلق كثيراً من الفئات -خاصة المستثمرين- من عودة الحظر مرةً أخرى مما سيسبّب خسائر اقتصادية فادحة، مثل ما حدث خلال الحظر الأول حيث عانت كبرى الشركات والأسهم المالية والأسواق من تراجعٍ وركود.
وهناك توقعات بأن يتواصل الانتقال إلى العمل عن بُعد، والتعليم والتدريب عن بُعد، ومقترحات باللجوء إلى الحظر الجزئي.
