تحديات نجاح التعليم في ظل كورونا
عبدالله بن حمد الغافري
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه والتابعين..
لا تزال جائحة كورونا تطل برأسها على مجتمعنا سواء كان في عمان أم في غيرها من البلدان، وتتفاوت نسبة الإصابة بها بسبب درجة تقيد الناس بالتعاليم الوقائية التي تصدرها اللجنة العليا الموقرة أو الجهات المختصة في كل بلد.
لقد تم إيقاف المناشط، والفعاليات المختلفة منذ منتصف مارس من العام المنصرم بعد التأكد من انتشار فيروس كورونا كوفيد-19، ومن أهم ما تم غلقه من المناشط هو التعليم بكل مستوياته سواء التعليم المدرسي العام، أو التعليم الجامعي؛ وذلك حفاظاً على سلامة الطلبة الدارسين من العدوى.
العملية التعليمية لا بد أن تستمر وأن لا تتوقف لأي سبب كان؛ وذلك أن الأوطان والحضارات لا تبنى بالجهل بل تبنى بالعلم. ولكن ما أهم تحديات نجاح العملية التعليمية في ظل جائحة كورونا كوفيد-19؟؟
إن أهم هذه التحديات تتمثل في الآتي:-
أولًا : مدى قوة تغطية شبكة الإنترنت وانتشارها على ربوع الوطن كافة؛ فالشبكة المعلوماتية لا بد أن تكون على درجة عالية في الإرسالية والسرعة والوضوح. وهذا يتطلب من جهات الاختصاص في قطاع الاتصالات بتوفير الجيل الخامس في المدن والقرى كافة، وأن تزاد الأحمال وأن يتم تقوية الألياف البصرية وكل ما تتطلبه هذه الخدمة؛ حيث أن زيادة الطلب على الشبكة سيكون حتميا لو فرضنا أنه في كل بيت على الأقل طالب واحد أو اثنين، فكم سيكون على مستوى عمان كلها؟ فالموضوع ليس سهلا.
ثانيًا: تحدي مستويات الطلاب المعرفية والقدرة التقنية لكل منهم، فالطلبة يتفاوتون في ذلك لتفاوت الأفهام وتفاوت السن والخبرة المكتسبة إلى غير ذلك من الأمور. علماً أن الصعوبة تزداد كلما كان الطفل المتعلم أصغر سناً. وكيف سيتعلم طالب المرحلة الأولى وخاصة طلبة الصف الأول الأساسي؟
ثالثًا: تحدي البيئة التعليمية، فالطالب يتأثر بأقرانه ومعلميه وقت الاحتكاك بهم والالتقاء بهم فكيف سيتعلم أبناؤنا وبناتنا وهم بعيدون عن حضن المدرسة الدافىء وعطف المعلم الحاني ومدارسة الزميل القدوة؟
رابعًا : التحدي المادي ومدى قدرة الأسرة على توفير الحواسيب والأجهزة وقدرتهم على تحمل تكاليف الشبكات في منازلهم، فهذه المناشط تحتاج اشتراكات كبيرة في الشبكة العنكبوتية.
خامسًا: تحدي المناهج سواء كانت مدمجة أم غير مدمجة، فلا بد من تبسيط المعلومة للطالب وتوضيحها بشكل أكبر.
سادسًا: تحدي الحافز الداخلي للمتعلم؛ فالبيئة المنزلية قد لا تساعد كثيراً على التعلم، وهل كل أسرة قادرة على توفير بيئة تعلم نموذجية لأبنائها وبناتها؟
سابعًا: التحدي الصحي، وهو سبب كل هذه التحديات، فكيف يمكن للمدرسة متابعة التباعد بين الطلبة وهل وجود 15 طالباً في غرفة الفصل يحقق التباعد وماذا عن حركة الطلبة وتجمعاتهم في الملاعب وعند الجمعية التعاونية وفي الممرات.. إلخ؟
إن التعلم في ظل كورونا يعتبر تحدياً كبيراً واختباراً صعباً لنا جميعاً مؤسسات وأفراد، وهنا تظهر مكانة المعلم وكيف أنه كان يتحمل أعباء كبيرة في سبيل تعليم أبنائنا وبناتنا.
نسأل الله تعالى أن يعجّل برحيل هذا الوباء، وأن تعود لنا حياتنا السعيدة متواصلين متآلفين لا خوف من مرض أو أذى وكل عام والجميع بخير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.