” أجسادنا بقارورة وأحلامنا في ألبوم صورة”

طيبة بنت ناصر الرمحية
في يومٍ ما جاء رجل يدعي بأنه السيد الرئيس
وضع نظام يشبه خشونة ذقنه وصلابة جسده
نشر الرعب في أرجاء البلاد
رهن الأنام والدولة ومن فيها مقابل طاولة قمار
ساد الفساد وشاع الخوف
نصف الشعب بقي بلا لسان
كلهم صامتون
مقابل صمتهم نالو رشوة
ومن فتح فكيه وحرك لسانه دفع ثمن فعلته غاليًا
خلف كلامهم دفعوا ضريبة
أيُ حاكم هذا الذي يستخدمُ عضلاته
كبندقية يصوبها بإتجاه الضعيف
من هو ليسلب حقوقنا ؟
اغتصب أمانينا
وألزمنا أن نجهض أحلامنا بعملية جراحية
بعدما حملناها ٩ أشهر وأكثر
لم يبقَ غير أن يحبس أجسادنا بقارورة
وينتزع منا ضوء القمر إلى منصة إعدام
لا محال سيحلُ الظلام علينا بعد النور
رُغمًا عنا تقيأنا الحقيقة
وتنفسنا واقعنا الأليم
حالتنا يُرثى عليها
عُراة بدون كساء
جياعٌ نمتلك وعاء دون حساء
عُراة بلا مشاعر
ما فرقنا عن الشاعر
هو أيضًا تعرى هندامه عندما استسلم لنظام حكومي قاسي
نحن البُلهاء وإلا لما سمحنا لهم أن ينهبوا بيوتنا جُملةً
ويلقون بنا في غيابة الجب
وضعوا أقفال متينة على أبوابنا
أين حقوقنا يا سادة ؟؟
تحدث في الداخل معركة مخفية
وفي الخارج تقام الإحتفالات والمهرجانات
دون علم ما الحاصل بالداخل
أغلقوا الستائر علينا كي لا نهاتف
وضعوا ممتلكاتنا بداخل متحف فن
وباعو أجسادنا بثمنٍ بخسٍ دراهم معدودة
أصواتنا محبوسة
وشفاهنا ملصقة
متى سنعلن الإنتصار ؟
هي بلادنا ملكنا نحن من يجب أن نتخذ القرار
يا من تمكثون بالخارج المسافة بيننا ليست سوى أمتار
ولكن شعبنا ليسوا سوى أصفار …
تحركوا واكتبوا في الأخبار عما حدث وصار
صمتنا وخوفنا لا ينفع إلا الحمار