قصص وروايات
شواطئ الصباح
مريم الشكيلية
ماذا أقول لها حين تسألني عنك؟
ماذا أقول لها حين تفترش حريرها الأبيض كلّ يوم تنتظرك؟
بأيّ لغةٍ أفهمها حين تنتظرك مع فنجان قهوتها وعَزف نوارسها وزُرقة سمائها وصوتك؟
بأيّ حجّةٍ سآتي بها لأُشتّت بها سؤالها المخنوق في صوتها والجواب المحترق في صوتي؟
اِعلَم، أنها ستسألني بعينيها وبمدّها وجزْرها عنك.
اِعلَم، أنها ستفتقدك وألْف سؤال يوقظ هدوءها، هل تركتها ورحلت لغيرها؟
هل تركتها، وحملت حقائبك، ولملَمْتَ كلّ ذكرياتك، وأشيائك لتمحوها من ذاكرتك؟
ماذا أقول لها حين تسألني عنك وعن غيابك الطويل الطويل؟
كيف أخبرها أنّك راحلٌ عنها وليس منها؟
كيف أخبرها أنّ الغيابات أقدار مكتوبة في دفاتر القدر؟
كيف أخبر تلك الشواطئ البيضاء بأنك راحلٌ، وهي تنتطر صباحك؟
ستفتقدك شواطئي يا صباحها.