العمامة السعيدية البيضاء رمز السلام
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
بالأمس الحزين مع رحيل الشيخ صباح الأحمد، وتقاطر المعزين إلى الكويت اليتيمة الحزينة بفقد شيخ الإنسانية، شيخ السلام، شيخ العروبة، يطل علينا جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله-، في عمامته السعيدية البيضاء، معزياً أخيه صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الصباح أمير دولة الكويت في فقيدهم الغالي الكبير.
تلك العمامة التي توارثتها الأسرة الحاكمة منذ عهود كثيرة؛ لتكون رمزاً للسلام، والحكم بالعدل وللحكمة والاعتدال، وصوت العقل، ورسوخاً في الحكم وفي كل مناحي الحياة السعيدة التي ينشدها سلاطين عمان لبلادهم وإخوانهم، وأشقائهم وسائر بلاد العالمين.
تلك العمامة التي كان يلبسها الراحل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيب الله ثراه- في لقاءاته مع إخوانه قادة دول مجلس التعاون الخليجي، واليوم يحملها راية بيضاء للسلام والمحبة والوئام لجميع دول العالم السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله-، ليترسخ ذلك المنهج السامي العظيم في المحبة ومد أواصر القربى والاحترام للجميع أينما كانوا.
فالعمامة السعيدية البيضاء، وبجوهرها النبيل، أصبحت رسالة إنسانية سامية ستبقى تحمل الخير للعالم أجمع شرقه وغربه، جنوبه وشماله، بما تمثله من هيبةٍ ووقارٍ لحاملها، وسلاطين عمان الذين يسعون للخير والأمان والسلام عبر جميع العصور ومع العهود الزاهرة الماجدة الحديثة.
فالعمامة السعيدة البيضاء تحمل في طياتها اليوم، منابيع الحكمة السلطانية الرائدة في رأب الصدع الخليجي والتكاتف من أجل خدمة الأوطان وبناءها وفق رؤى موفقة لسعادة البشرية جمعاء.
اليوم نجد العمامة السعيدية البيضاء وبدلالاتها المتعددة، والتي كانت حديث الجميع في الداخل والخارج ترتفع لهام السحب، لتبقى معانيها السامية هي أساس ذلك النهج القويم من الزي العماني الأصيل، فعمان بلد له امتداده من الماضي التليد إلى الحاضر السعيد وبإذن الله لمستقبل مشرقٍ زاهرٍ منير.
حفظ الله جلالة السلطان -ورفع قدره- وحفظ عمان وأبنائها الكرام وغفر لأمواتنا وأموات المسلمين.
فالعمامة السعيدية ببياض جوهرها رمز السلام والأمان بإذن الله فعمان بلد الأرث والموروث.