مَن يتوسّط لنا عند الحُزن؟
العنود الهنائية
نحتاج بين الفينة والأُخرى لِمن يخبرنا أنّنا بخير، وأنّ هذه الصّعاب ستنجلي، وأنّ في السماء فسحة لنا لنُحلّق بأجنحة أحلامنا.
نحتاج لِمن ينفض غُبار اليأس مِن أعيُننا ويُمسك بيَدنا الباردة ويُعيد لها سُكونها ودِفئها، لِمن يدفعنا مِن هذا الظلام إلى العالَم الوضّاء الذي في الخارج، نحتاج لأنْ نَشعر بالحياة وهي تتمدّد على أجسادنا مِن جديد، لِمن يحتضن أرواحنا قبل أجسادنا ويُطبطِب على الأمل الذي جهّز حقائبه مُعلناً الرحيل، لمن يرفع راية السلام في قلوبنا لتقوم امبراطورية الطمأنينة، وأقدامنا المهتزّة التائهة أيضاً بحاجة لمن يُرشدها لطريق الصواب، لِمن يُعلّمها الثبات والمُضيّ للأمام دون خَوف .
نحنٌ بحاجةٍ لأنْ ترجع أفكارنا الإيجابية عن الحياة بشغَف وحنين العائد إلى الوطن مِن بَعد غُربة، أو كالعائد إلى البيت مِن بَعد مَشقّة العمل، لمن يضرب الحزن بعرض الحائط ويدفع سقف غرفتنا للأعلى حتى يتبدّد الظلام.
فمَن يتوسّط لنا عند الحُزن؟
لقد طال خِصامنا هذه المرّة.
ومَن يُقنع الحياة أنْ تمرّ لزيارتنا، لقد اعتادتْ أنْ تختار الطريق الذي تُريده لتُلقي بخيراتها، تمشي ببطءٍ وتوزّع على مَن شاءت، وما زلنا ننتظرها حتى إذا مرّت بجانبنا جرَتْ مُسرعة، لا حظَّ لنا بخيراتها، وكأنّنا وُلِدنا لنستمع لقصص مَن حولنا، فكم هو مؤلمٌ أنْ لا تكون لك قصّة تُروى.