بلوغ المعالي
خلفان بن ناصر الرواحي
رأيتُ رضاكم وزاد السرور
وجاهدتُ نفسي وزانَ العملْ
وثابرتُ دهراً أرى سرّهُ
وأسمعُ عن صبرهِ بالأُوَل
وهلْ دُررُ الصبرِ إلا هناء
وهلْ غُررُ الشهرِ إلا الأملْ
أنحسبُ دنيانا عروساً
فتُهدى إلينا ونُهدى الجذلْ
وأنّ النجوم عليها صفا
وأنّ الدياجي عليها القُفلْ
وصولُ المعالي ليست بحلم
على باذلِ الجدّ أن يبتذلْ
وذاكَ الغمامُ وتلكَ الخُفُوق
صدوعٌ تُرمّم بعد الخللْ
تذكرتُ أيامنا بالصروح
شبابٌ ثباتٌ بها لا نَملّ
ونغدو الأماني لها والحبور
فنقطفُ زهرَ القبولِ قُبلْ
فليتَ زماناً قطعتُ يعود
فقد غفل الدهرُ فيمن غفلْ
يدورُ الزمانُ كدور الرياح
فحيناً جنوباً وحيناً شمَل
فيوماً يُعزُّ ويوماً يُمل
فكم قد أعزَّ وكم قد أذلّ
وما الناسُ إلا حصيد الأُفول
وما طلعَ النجمُ إلا أفلْ
وما المرءُ يوماً يديم الثبات
إلى النقص يرجع مهما اكتمل
وما ذاكَ إلا دروس الزمانِ
فربَّ اقتناع جناه الكسل
فإن قيلَ ذا مكتملْ، قلْ نعم
إذا غلبَ البأس غاب الزلل
وأختم شعري بمسك الختام
لأحمد خير خيار الرسل
هوَ المرتضى وهوَ المجتبى
هوَ المصطفى لانتهاء الأزل