بركات البياض والمسنين
نصراء بنت محمد الغماري
يقولون كبار السن بركة ..
نفهم هذا الكلام عندما يكون في كل بيت والدة كبيرة في العمر ، أو والد كبير في العمر، أو جدة أو جد، والسبب في ذلك يعود لأسباب كثيرة، تتعدد وتختلف بحسب رؤية كل إنسان للمنزلة التي يحوزها كبار السن في البيوت.
نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام يقول : (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا)، فالتوقير أساس في التعاطي مع كبار السن، ليس من الناحية الدينية فقط، ولكن من الناحية الإنسانية كذلك، فكيف يكون الحال مع من هم من لحمنا ودمنا، من أعطوا من سنوات حياتهم وشبابهم وراحتهم وحكمتهم ولطفهم ونبلهم وعميق مسؤولياتهم من أجلنا؟ فنحن أولى برد هذا الدين الجميل الذي في أعناق تفكيرنا ، لأننا في المقابل سنكون كبار سن في يوم من الأيام، وسنحتاج لمن ينظر إلينا بنفس النظرة، وأن يحتوونا بكل ما لديهم من إنسانية، وأن يجدوا فينا بركة لوجودنا في حياتهم وتفاصيل يومياتهم .
كبار السن أوصانا بهم الإسلام خيرا، وعلمنا كيف نبقيهم في دائرة الاهتمام، وألزمنا بهم سلوكا واهتماما وتقديرا وتوقيرا وإحسان معاملة، لنكون بذلك نصنع البيت الذي سنسكنه بعد أن نبلغ من العمر عتيا، إن طال بنا العمر وامتد حتى ذلك الحين .
في البيت، يكفينا وجودهم، تلهمنا حكمتهم، تؤنسنا حكاياتهم، تعلمنا تجاربهم، تسندنا نصائحهم، ولذلك نحن لا نشعر بهم إلا بعدما نفقدهم بسبب الوفاة، بينما عندما كانوا بيننا لم نكن نشعر بالفراغ الذي كانوا يسدونه في حياتنا، بينما صار الفراغ مؤلما بعد رحيلهم.
ما أجملنا بهم، بياضا وقورا وأخاديد سنين ..