الأهمية التربوية للتعلم القائم على السيطرة الدماغية
أحمد بن موسى البلوشي
لقد كانت الهيمنة في الخمسينيات وبداية الستينيات للنظرية السلوكية في علم النفس؛ والتي اهتمت بقياس السلوك الظاهري للإنسان، وكأن لسان حالهم يقول:” بما أنه لا يعرف ماذا يحصل في الدماغ من عمليات تفكيرية فإن قياس السلوك الظاهري، وتهذيبه، وتعديله، هو الطريق الأسلم، فإذا أُريد تنمية سلوك فيجب تعزيزه، والمكافأة على أدائه، وإذا لم ترغب في سلوك آخر فيجب المعاقبة عليه؛ الأمر الذي يضطر معه الكائن الحي إلى تعديل السلوك، أو حذفه”. أما الآن، فإن ثمة حقيقة تؤكد أن فهم طبيعة الشيء ومكوناته، وكيف يعمل، تسهم في زيادة المعرفة بهذا الشيء وفي زيادة التعلم.
إن للتعلم القائم على السيطرة الدماغية أهمية في العملية التربوية، وتتلخص هذه الأهمية في أنه:
1- يُسهم في مساعدة الطلبة على حل المشكلات بطرق مختلفة.
2- يجعل عملية التعلم من أجل الفهم العميق.
3- يُمكن الطلبة من التعامل مع أكثر من عمل في الوقت نفسه نظراً لقدرة الدماغ الديناميكية.
4- يعمل على تنمية الحوار والمناقشة في الغرفة الصفية.
5- يُساهم في تكوين خبرات الطلبة.
6- يدفع الطلبة إلى المشاركة في صنع القرارات.
يتضح مما سبق أن التعلم القائم على السيطرة الدماغية يتضمن قدراً كبيراً من الفهم العميق عن كيفية عمل المخ وتوظيفه، فمن خلال استخدام المعارف والخبرات يمكن تدعيم عمليتي التدريس والتعلم، مما يعود بالنفع على المعلمين، والإداريين، والآباء؛ لتغيير طرق التفكير والتعلم، وسيصبح الطلبة أكثر مشاركة فيها، وبذلك تكون حجرات الدراسة مراكزاً فاعلاً في التعليم والتعلم.