خديجة المعمرية
الألم هو وجع المعاناة والانكسار. يختلف الألم من شخص إلى آخر فمنه ألم الفشل وألم الإحباط وألم الفقد وألم الفراق وألم اللقاء بعد جفاء طويل وألم الرحيل وألم البقاء بلا أهداف لتحقيقها وألم الداء وألم الدواء وألم السفر والابتعاد إلى المجهول وألم الأفكار بشتى أنواعها.
الألم هو عصارة التضحية وعصارة الصبر في قواميس من يبحثون عن الحلم. الألم هو المعاناة التي تبصم على جفوف أعين لتجعلها شاردة خلف السراب. لأن ذلك السراب يهيء لها بأنه هو الحقيقة المخفية أو المستورة عن الأعين.
كل هذه الآلام جميعنا قد مررنا بها. نختلف في إيجاد الحلول لمشاكلنا فمنا القوي الذي يعالج أصل المشكلة من الجذور مع الحرص على عدم تكرارها. ولكن في بعض الأحيان تتغير معطيات المشكلة ويصعب علينا حلها إلا بعد تفكير عميق وجلسة هادئة مع النفس. ومنا الضعيف الذي بمجرد وقوعه في المشكلة يحاول التهرب منها غير مبالي بالاضرار النفسية التي قد تلحق به. وهنا المشكلة تكبر وتتفاقم وتزداد حدتها ويزداد دمارها النفسي على ذلك الفرد.
يندب حظه مرارا ويعيش الوجع والحزن بكل ما أوتي من قوتة ولكن لحظات الفرح تمر بسلام كأنها عابر سبيل. يجب علينا أن نعطي كل شيء حقه. أنا لا أقول لك لا تحزن بل أن جميعنا مررنا بفترات من الحزن وكسره النفس ولكن أسعى جاهدا لتخطيها.
فقط أنظر للحياة بأنها جميلة وان الغد سيكون أجمل بإذن الله. لتكتشف أنك الوحيد القادر على رسم الإبتسامة في وجهك أولا وذلك سينعكس إيجابا على المحيطين بك.
التفاؤل هو كلمة عميقة وسلوك سحري للتغلب على كل المشكلات والضغوطات الحياتية المستمرة. ف عندما يتفائل الإنسان ويحسن الظن بالله سيجد مفتاح لحل جميع مشاكله صغيرها وكبيرها.
هنا تكمن الحكمة الإلهية في الحديث القدسي عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال : قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : يقول الله تعالى : ( أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ، وإن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا ، وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة ) رواه البخاري ومسلم .
النجاح هو مفهوم نسبي فمن منا لم يشعر بالفشل بطبيعة الحال فإنه لا يوجد شخص كامل. نحاول نسيان الألم وجعله في مدينة منفية قاحلة لكن سراديب الدموع تعيدنا إلى ذلك العالم الوحشي.
ولكن هناك شيء يسيطر على تلك المدينة في أقل من الجزء من الثانية أنه القرب من الله. فعند قربنا منه سبحانه نعيش بإتزان من جميع النواحي ونلاحظ فرقا جليا في الدين والدنيا وبركة الرزق والسعادة الأبدية في الدارين بإذن الله.
