الأسرة والطالب والتعليم المدمج
علي بن مبارك اليعربي
منذ أن أعلنت وزارة التربية والتعليم عن البرنامج الدراسي لهذا العام 2020 /2021 في ظل الأزمة الراهنة لجائحة مرض الفيروس التاجي كورونا -كوفيد-19-، عم الهدوء والفتور في المجتمع المدرسي مع التأمل والترقب الحذر في كيفية التعاطي مع تلكم البرامج وأساليب التعامل معها ليتسنى له مواكبة نظام التعليم المقر تحت مسماه الجديد (التعليم المدمج) ورغم الجهود التي يبذلها المعنيون بالأمر وسعيهم الحثيث لإيجاد بيئة تعليمية حقيقية تسهم في الحفاظ على جودة التعليم واستمراريته إلا أنهم وللأسف اعتمدوا التخطيط عن بعد وأقروا تنفيذ (التعليم المدمج)، مما شكل ذلك هاجسا وأوجد فجوة معرفية من وجهة نظري بين محاور العملية التعليمية التعلمية والمتمثلة بالمعلمين والطلاب وأولياء أمورهم أدى ذلك إلى طرح عدة تساؤلات لدى الجميع يفرضها واقع الحال عليهم وهي:-
ما المقصود (بالتعليم المدمج)؟
كيف يتم تطبيقه؟
ما هي متطلبات هذا التعليم؟
ما الذي يجب على ولي الأمر توفيره؟
ما المدة الزمنية بين الواقع والافتراض؟
هل تم وضع آلية للحفاظ على التحصيل الدراسي في فترة التواجد الافتراضي للطلاب؟
وكي تنجح فكرة (التعليم المدمج)، والذي أجبرنا على العمل به في ظل الأزمة الراهنة يجب علينا الإجابة عن هذه التساؤلات من خلال عدة قنوات والتركيز على الإعلام المرئي والمسموع وبث برامج توعوية والاستعانة بالرسائل النصية القصيرة من مختلف المشغلات اللاسلكية بالسلطنة؛ وذلك لإيجاد التوازن بين محاور العملية التعليمية، والتعلمية حسب الخطط، والبرامج التى تم وضعها لتنفيذ التعليم المدمج من خلالها، والذي رغم تعريفه بأن (التعلم المدمج) هو برنامج تعلمي رسمي يدمج بين التعلم في صف مع مدرس والتعلم عن طريق الإنترنت. في هذا البرنامج، يتلقى الطالب العلم عن طريق الإنترنت بشكل جزئي وكذلك بداخل الصف مع المدرس. وبهذا الأسلوب يتحكم الطالب بوقت التعلم ومكانه ومساره وسرعة تقدمه بشكل أكبر من البرامج التعلمية التقليدية. إلا أنه يكتنف هذا النظام بعض الغموض لدى العامة في المجتمع المدرسي في كيفية تطبيقه، كما أن معرفة متطلبات تنفيذه يساعدهم على التهيئة النفسية، حيث تقع على عاتقهم مسئولية استيعابه، وتقبل الأبناء له، حيث ستتوزع إدارة هذا النظام وبشكل مباشر على جهتين تعملان، وبشكل متوازِ لتحقيق التفوق والنجاح في كسب المعارف والمهارات الواجب إيصالها للأبناء، وهي الأسرة والمدرسة، هذا هو (التعليم المدمج)، لذلك يجب على المعنيين التفكير بشكل جدي في كيفية تعاطي الأسرة مع أنماط (التعليم المدمج)، ولا ننسى دور الأسرة في تحقيق التوازن والاستقرار النفسي أثناء تواجدهم داخل المنزل. كما أن تقبل الأسرة للنظام الدراسي المتبع يساعد على تقبل أطفالهم له ويساعد على توفير الجو المناسب لأبنائهم داخل المنزل، يسهل عليهم متابعة الدروس، ويساعدهم على التعلم النشط سواءً كان ذلك في البيت أو المدرسة، وانغماس الأبوين في هذه العملية التعليمية التعلمية يوجد لدى الأبناء الاطمئنان ، ويوفر لهم الهدوء ويسمح لهم بالتركيز ويساعد على تنمية مواهبهم ،واتزان شخصيتهم، ويسهم في إعطاء الأبناء الطاقة الإيجابية ويغرس الدافعية للتعلم من خلال السؤال اليومي عن أحوالهم، والدخول في العلاقة الثنائية بينهم وبين أبنائهم وهذا الأمر لا يقل أهمية عن توفير الدعم الأكاديمي من قبل المعلمين بالمدرسة، والذي بلا شك بأن الوزارة سوف تقوم بعرض تفاصيل الإجراءات التي سيتم من خلالها تنفيذ العملية التعليمية التعلمية، وكيفية التقويم المستمر لها. كما أن للأبناء دورا يجب توعيتهم عليه ويتمثل في اكتشاف المصاعب الدراسية والنفسية بشكل مستمر يسمح المعنيين بتداركها والتدخل لحلها بالطرق المناسبة لذلك.
خلاصة القول إننا قادمون على مرحلة أجبرنا على التعاطي معها في الوضع الراهن مع أنه كان لزاما علينا تفعيله في ظل التقدم التكنولوجي وما تقدمه تلك التقنية من تسهيلات وفوائد للإنسان في مختلف مناحي الحياة ومنها الجوانب التعليمية حيث أصبحت وسيلة من وسائل التعليم المستمر ومن أنجع طرق وأساليب التواصل والاتصال، وتساعد المعلمين على الفهم والإفهام وتسهل عملية الاستيعاب وسرعة التذكر والاستجابة لدى المتعلمين، لهذا وجب تعميم الفكرة بالترويج لها وبطريقة احترافية ومعرفة أساليب إيصالها بحيث يتمكن أبناؤنا وفي كل الظروف من عدم الاعتماد على الفصول التقليدية، واستبدال ذلك بالفصول الافتراضية وهذا لم ولن يتأتى إلا من خلال العمل كفريق واحد صانع القرار والمنفذ والمتأمل والمتابع والمستهدف، جهد ينصب في بوتقة تجويد التعليم والتعلم والحرص على سد الفاقد التعليمي في ظل الأزمة الراهنة لجائحة كورونا – كوفيد- 19-