خديجة المعمرية
المعرفة التي نستقيها من الكتب ليست بالمستوى الملائم؛ لأن معظم الكلام الذي يكتب يلقن للقارئ تلقينا.
أنا أعني الكتب العلمية التي من المفترض أن يكون أساسها التجارب والحكم للتوصل إلى النتيجة المرجوة. إذ أن الإنسان لا حدود لإمكانيته ما دام يؤمن أن ما يتعلمه بالحياة ربما على النقيض مما يشاع في معظم الكتب.
لأن الحياة تعنفك وتستحوذ منك على كل الاهتمام. رغم أنها ليست مكتوبة في كتاب كي تحذف وتضيف ما تشتهيه نفسك.
لكنها بالتأكيد أجمل وأرقى حياة لأنها علمتك طريقة تعاملك مع أعدائك ومع أصدقائك كذلك. الحياة هي التي تعطيك الامتحان ثم تستخلص أنت منها الدروس والعبر المستفادة.
الحياة عبارة عن سفينة محملة بكل المشاعر بشتى أنواعها وأنت هو قبطان هذه السفينة. سوف تواجهك العديد من العثرات لكن لا تهتم لأن النجاح يحتاج إلى مثابرة وشجاعة منك.
انحنِ قليلا ولكن لا تنكسر أبدا. فصراعك للبقاء على قيد الحياة وجعلك إنسانا ذو معنى يُخلد ذكراه في الذاكرة يستحق منك أن تتعب قليلا وتبكي قليلا وفي بعض الأحيان تسهر. فلابد من السهر والتعب في سبيل تحقيق ما تسعى إليه جاهدا. لا تندم إذا لم تستطع تحقيق كل ما تتمنى ولكن أسمو بنفسك وحاول أن تكون الأفضل دائما في كل أحوالك.
دع عنك التكاسل وامضِ للنجاح. اصنع حياتك بنفسك، فالحياة لن تهدأ وتيرتها ولن تتركك تياراتها بل ستتقاذفك الأمواج يمنة ويسرة. لن تذوق الشهد دائما.
ولكن اسعَ للوصول إلى أبعد نقطة تجد فيها نفسك. دع أفكارك تنطق تتحدث وتصرخ لتخبر من حولك من تكون وإلى أين يمكنك الوصول بفضل الله وحده.
امضِ في طريق التميز، فسماء الإبداع تتسع للجميع. كثيرة هي محطات الحياة. وفي كل محطة تحمل في طياتها الكثير من الأحداث. نقابل أشخاصا كثيرون منهم من يبقون بالذاكرة لسنوات طويلة ومنهم من يرحلون بسرعة الثانية.
الحياة كمحطة القطار ننتظر فيها القادم بكل شوق ولهفة. بعدم مبالاة بما نملك من نعم الله. دائما ما نتمنى الكثير والكثير من الحقوق ولكننا مقصرون في أقل الواجبات.
إنها حقا متضادات ومفارقات نعيشها بشتى أنواعها نشعر بكل المشاعر في مختلف أيام حياتنا. إلى أن نصل لساعة الصفر عندها فقط تكون كل أحلامنا وأمنياتنا ذهبت أدراج الرياح بلا عودة. وعندها لن نكون مهتمين بتلك الأمنيات سيكون جل اهتمامنا حسن الختام.
