تحتفل صحيفة النبأ الإلكترونية بالسنة السادسة لتأسيسها
Adsense
مقالات صحفية

العمل الاجتماعي التطوعي وأثره على المجتمع

خلفان بن ناصر الرواحي

يعتبر العمل الاجتماعي أحد أبرز المجالات الإنسانية المعاصرة الذي أصبح منتشرًا على نطاقٍ واسع في الآونة الأخيرة، بالرغم أنه عمل سلوكي يأتي بالفطرة معتمدًا على ثقافة الشعوب وأخلاقياتهم؛ فهو في حد ذاته يستهدف العنصر البشري تحديدًا، بحيث يقوم على جملة من المقومات الرئيسة التي تجعل منه عملًا متكاملًا يسعى لخدمة البشرية، لذلك نجده منتشرًا في كافة دول العالم، ويسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف الرئيسة، وكنوعٍ من غرس مبدأ المشاركة والشراكة المجتمعية جنبًا إلى جنب مع مؤسسات الدولة والمجتمع المدني التطوعي، وكردٍ للجميل والمحافظة على مكتسبات الوطن لنا وللأجيال القادمة.

فالعمل الاجتماعي هو مجموعة من الفعاليات والأنشطة والممارسات المقصودة والمنتظمة التي تهدف بشكل رئيس إلى إحداث مجموعة من التغييرات المختلفة في السياسات العامة القائمة في الوقت الحاضر، وتغيير المفاهيم والسلوكيات الخاطئة التي يمارسها البعض، وغرسٍ للقيم والمبادىء التي يتميز بها المجتمع لتكون عطاءً مستمرًا دون الاعتماد على جهة معينة أو أفراد معينين، فيتم وضعها في إطار زمني يعتمد على البرامج والخطط، حيث يقوم به مجموعة من الأفراد كأنهم بمثابة ممثلين لأبناء الشعب، ويكون على شكل مجموعات أو هيئات تخضع للقيادة والتنظيم من قبل قيادات متخصصة، حيث تتحقق العديد من الأهداف الاجتماعية المرغوبة، والتي تنتج عنها تغيرات إيجابية واضحة.

فَلَو أمعنا النظر في الأهداف والأثر الذي ينتج عن مثل هذه الأعمال، لوجدنا العديد من الفوائد، ولا يمكن حصرها على مجال بعينه دون آخر؛ فالمجالات الاجتماعية التطوعية مختلفة ومتعددة، وتعتمد على النوع والكم والكيف، إلا إنها تتفق في مجملها بوجه عام في عدة مقومات أساسية معتمدة على تحديد المشكلة الرئيسة لتعزيز جانب الوعي والإدراك حول علاج وحل المُشكلات المعاصرة للوصول إلى الحقائق اللازمة، ويضع البدائل ويختار الأفضل.

لهذا نرى في عالمنا المعاصر الاهتمام الكبير بهذا الجانب؛ وذلك لما أفرزته لنا الحياة المعاصرة من تداخل بين سلوكيات الأفراد السلبية، وما نتج عنها من ظهور بعض الممارسات التي أصبحت تهدم ثقافتنا ومبادئنا، فخطورتها تفوق ما تم إنجازه من مكتسبات في مختلف المجالات، فهنا أصبح الهدف واضحًا ومهمًا، ويمكن أن يتركز في عدة أهداف على سبيل المثال لا الحصر وهي؛
– يعزز التعاون بين أفراد المجتمع.
– يقلّل إلى حد كبير الأعباء الواقعة على عاتق الحكومة.
– يساعد على حل المُشكلات المختلفة في الوقت المناسب.
– يقلل الأخطاء والعيوب المنتشرة في المجتمع.
– يعتبر أكثر تأثيرًا وفاعلية من العمل الفردي والجماعي ويعزز الجهود الذاتية.
– يعزز ثقافة الوعي لدى أفراد المجتمع، ويقوي لحمة المجتمع للعمل الجماعي.

فكن واحدًا ممن يساعد على نشر الوعي في هذا الجانب من خلال المشاركة، وترك بصمة وأثرًا فاعلًا لك وللمجتمع، فالعمل التطوعي في حد ذاته هو أحد العلوم الإنسانية التي تقوم على العديد من المبادىء والقيم الاجتماعية، وعلى رأسها مبدأ دعم ومساندة الذات الاجتماعية والشراكة المجتمعية الشاملة.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights