هل أنت مستعد للموت؟
خديجة المعمرية
عزيزي القارئ لا أقصد أن أبث فيك روح التشاؤم ولكن الموت حق. فكلنا أمانات مؤجلة إلى وقت معين. قال تعالى :(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً ۖ وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ)، سورة (الأعراف-٣٤).
قصدت بهذا السؤال هل عملت ما يكفي من الأعمال لتضمن لك دخول الجنة؟ كم في رصيدك من تسبيحات وتهليلات وتكبيرات. هل ذكر الله في لسانك دائما أم أن الدنيا تلهيك عن الذكر.
نصيحتي لك يا من تقرأ كلماتي هي أن ترقى بأسلوبك وتقرأ القرآن. لأنه بمجرد قراءتك لأي كتاب تتأثر به فما بالك بكلام الله أيصعب عليك العمل بحلاله والنهي عن حرامه.
لا تيأس فالحياة خُلقت لك فاعمل على أن تكون نهايتك طيبة. أمك هي أول من سمعت صوت بكائك وأنت طفل رضيع. لقد كانت فرحتها بك لا تعوض ولا تقدر بثمن. حرصت على تعليمك كل شيء تعلمه. وأباك هو أول من احتضنك بين ذراعيه. والديك هما الشخصين الوحيدين في العالم اللذان يتمنيان لك أن تصبح أفضل منهما.
حافظ على إرضائهما فإن رضاهما سبب من أسباب نجاحك في الدنيا والآخرة. دائما ما يدعوا لك والديك بظهر الغيب. فكن بارا فيهما في حياتهما. ولا تقطع برك فيهما وإحسانك حتى بعد مماتهما. فعليك بالصدقات قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11)) سورة (المنافقون).
وقد وصفت الآيات الكريمة من سورة المنافقون أنّ مما يتمناه الإنسان لحظة الموت أنّه لو كان من المتصدقين، فلحظات الموت عصيبة وثقيلة ومما يخفف من ثقلها على الإنسان الصدقة في سبيل الله.
الصدقة:هي ما يعطيه المقتدرُ من المسلمين للفقير منهم من طعام أو شراب أو مال تقربا لله تعالى. والصدقة لها شروطها الخاصة مثل أن لا يتبعها مناً ولا أذى. كذلك من شروط الصدقة إخفائها وعدم إخبار الناس بها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قالَ: قالَ رسُولُ اللَّه ﷺ: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ: إِمامٌ عادِلٌ، وشابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّه تَعالى، وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المَسَاجِدِ، وَرَجُلانِ تَحَابَّا في اللَّه: اجتَمَعا عَلَيهِ، وتَفَرَّقَا عَلَيهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ، وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي أَخافُ اللَّه، ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فأَخْفَاها، حتَّى لا تَعْلَمَ شِمالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينهُ، ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) متفقٌ عَلَيْهِ.
ولأن الصدقة عظيمة عند الله فلذلك أحرص أن تتخير أحسن الصدقات وأجمل الثياب للتبرع وأنظف الطعام. الصدقة تكون بالابتسامة عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّ معروف صدقة، وإنَّ من المعروف أن تلقى أخاك بوجهٍ طَلْق)). صل كل صلاة وكأنها صلاتك الأخيرة أدع الله أن يثبتك بالقول الثابت في الحياتين الدنيا والآخرة. توضأ قبل أن تنام. صل الفروض في أوقاتها. لا تستصغر من المعروف شيئا فلا تدري أي معروف سيدخلك الجنة بعون الله.