تأثير التسويق التعليمي على التحاق الطلبة في الكليات والجامعات الخاصة
علي الحكماني
يلعب التّعليم العالي في جميع أنحاء العالم دوراً هامّاً في تنمية البلد وتَطوّره، فهو لا يَوفر موارد بشرية مؤهلة وقادرة على التعامل مع التطورات التكنولوجية الحديثة فحسب، بلْ يزيد من الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي لأفراد المجتمع، حيث يُساهم المواطنون ذوو التعليم العالي مساهمةً كبيرةً في تحسين مستوى المعيشة ورفع كفاءة الأداء، وبالتالي مستوى الإنتاجية الإجمالية للمجتمع لتحقيق النموّ الاجتماعي والاقتصادي المنشود.
لِذا قامت العديد من دُوَل العالم بتوجيه الاستثمارات الكبيرة لهذا المجال و العمل على تقديم نظام تعليميّ خاصّ بها والسعي نحو الارتقاء به.
وهكذا قامت الحكومة العُمانية، مُمَثلة بوزارة التعليم العالي بتخصيص استثمارات كبيرة في التعليم من أجل التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد وبمشاركةٍ واسعةٍ من القطاع الخاص لتقديم مستوىً عالٍ من التعليم وبمساعدة الحكومة لِدعم مُتَطلبات التعليم العالي وبجودةٍ عالية، وتوفير خدمة اجتماعية وتعليمية وثقافية.
ومِما لا شكّ فيه أن التسويق في المؤسسات التعليمية لا ينقص من قيمتها التعليمية، حيث يهدف التسويق التعليمي إلى إبراز البرامج التعليمية التي تقدمها المؤسسة للطلبة، والتعريف بالخدمات التي تقدمها داخل المؤسسة، وهذا ما يُشجع على زيادة تدفُّق الطلبة إلى تلك المؤسسة.
وإدراكاً للإمكانات الهائلة للنُّمو والمَنفعة الاجتماعية والاقتصادية في قِطاع التعليم والتنمية الشخصية ازداد عدد الجامعات والكُليات الخاصة بشكل كبير في سلطنة عُمان لتقديم برامج تعليمية مُتنوعة في كافة المجالات وبمختلف المستويات “درجة الدبلوم والبكالوريوس والماجستير”، حيث أدّى إلى زيادة المنافسة بين الجامعات والكليات الخاصّة لجذب واستقطاب المزيد من الطلبة.
وقد لَعبتْ استراتيجية التسويق التعليمي دوراً فعّالاً في تحريك أنشطة المؤسسات حيث وجد أن الجامعات والكليات الخاصة التي تدير حملاتها الإعلانية بفعالية وكفاءة لديها فرصة لترسيخ نفسها بشكل جيد، وبالتالي اكتساب ميزة تنافسية في مختلف المجالات من خلال نوعية البرامج التي تقدمها، وخاصة تلك التي يطلبها سوق العمل، والتي تحظى باهتمام الطلبة أثناء اتخاذهم قراراً بشأن المؤسسة التي يرغبون الانتماء إليها. ومن العوامل التي تؤثّر على تسجيل الطلاب في الغالب تتمثل في نوعية البرامج الدراسية ومستقبلها في سوق العمل، الترويج، المكان الاستراتيجي، الهيئة الإدارية والأكاديمية والخدمات الترفيهية، وقيمة الرسوم الدراسية ….. إلخ. ناهيك عن جهة الارتباط الأكاديمي للمؤسسة ومدى حداثة البرامج والتخصصات، هذه العوامل من شأنها التأثير على قرار الطالب في الاختيار، بالإضافة إلى المرافق والبيئة الأكاديمية التي توفرها المؤسسة والأنشطة والفعاليات التي تنفذها الكلية أو الجامعة والتي تساهم في تنمية مواهب وإبداعات الطلبة، كما يلعب توفّر سكن داخلي للطلبة والطالبات دوراً مهما في جذب المزيد من الطلبة لتلك المؤسسة التعليمية.
وكلّ ذلك يتمّ الكشف عنه من خلال التسويق التعليمي بالاستفادة من المَعارض والإعلانات التلفزيونية ووسائل التواصل الاجتماعي التي يمكن أن تؤدي دوراً فعالاً في مساعدة المؤسسات على توضيح صورتها ومستوى الخدمات التي تقدمها لأبنائها الطلبة وبالتالي خدمة المجتمع.