الإمبراطورية العمانية لا تأفل أبداً
راشد بن حميد الراشدي
إعلامي وعضو مجلس إدارة
جمعية الصحفيين العمانية
———————————
مع دُعاء الرّسول صلى الله عليه وسلم لعُمان بالخير وذِكْرهِ لأهلها بِصفات المُرؤة التي يتَمتّع بها العُمانيّ في كُل الأزمان، عاشتْ عُمان حِقَباً مُتتالية مِن تاريخٍ زاخِرٍ بالبُطولاتِ ومُوغِل في القِدَم بمآثر تَحدّثَ عنها التاريخ وكُتِبتْ على صفحاتهِ بِسِيَر البطولات والأعمال العظيمة لِخدمة البشرية جَمعاء، وجَدّدها في عهدهِ الكريم جلالة السّلطان الراحِل قابوس بن سعيد – طيّب الله ثراه – فنُعِتَ مِن جميع الدُّول بسُلطان السلام نِسبةً لمَساعيهِ الحميدة في استقرار السلام ودَرءِ الفِتَن وخِدمة العالَم أجمع.
ليلة البارحة عُرِض فيلمٌ وثائقيٌّ عن (ساحل عمان) تحَدّثَ عن الإمبراطورية العُمانية وعن حِقبةٍ من حِقَب التاريخ العُمانيّ العظيم، وقدْ حازَ على مُتابعة آلاف المُشاهدين.
وبعدَ مشاهدتي ومتابعتي لذلك الفيلم الوثائقي وما قرأتُ مِن تغريدات بعضها مُبَطّنة التحاليل وبعضها صادقة:
أقولُ بأنّ المادّة الفيلمية كانتْ جميلة ورائعة، وشهادة على حِقبة مِنَ الزّمن أخَذَتْنا لِماضٍ تَليدٍ نسْتنشق عَبَقهُ لنَستبصِر مِن خِلاله نَحْوَ مُستقبلٍ مُشرقٍ سَعيد، لِتظَلّ عُمان إمبراطوريةً راسخةَ الأركان بِعِزّتها وكرامَتها وعُروبتها وأصالَتها وَخَير جارٍ للجميع، القريب والبعيد، فما خُطَّ في ال 50 سَنةً الماضية مِن عُمر نهضةٍ شاملة البُنيان هُو مَكنون سِنين مُتعاقبة مِن ثقل وَوزْنِ الإمبراطورية العُمانية التي تَرجمَها السلطان الراحل لِواقعٍ مَلموسٍ يعيشُهُ العُمانيّ ويُفاخر بهِ وحَظِيَتْ باحترامِ العالَم أجمَع.
فأشرِعة السلطان سعيد لا تزال خَفّاقةً فوقَ سماءِ عُمان وعَبر بِحارها وخلجانِها ومَضائقها البحرية تُخبِر العالَم بأنّ إمبراطورية السلام لا زالتْ باقية ومُمتدّة بإذنِ الله لآلاف السِّنين.
فامتداد الإمبراطورية العُمانية مُنذُ القِدَم وَصَل إلى أمريكا غرباً بِأواصِر تعاون وصداقة قوية تُفاخِر بِها الولايات المتحدة الأمريكية عَبر مُدوّناتها وكُتبها وفي تاريخها وَبَين مَتاحِفها ذِكْراً لتلكَ الأيّام المُشرقة مِن أيّام عُمان الخالدة.
وفي الشّرق وصَلَتْ علاقات عُمان إلى الصّين ومُعظم دُوَل الشّرق، وكسبتْ احترام ومحبة الجميع.
عُمان بَلد الأمْجاد الزّاهرة وسَتسْتمرّ كذلك بإذن الله في علاقاتها القويّة المُمتدّة مُنذ آلاف السنين.
فعُمان بسلاطينها الحُكماء سَتظَلّ بعيدةً بإذن الله عن فِتَن الطامعين وغطرسة الحاسدين، فهي لا ترى أمامها إلا مَنابع الخير والإحسان وتمُدّ يَدها الشريفة لكُلّ الأوطان وكل الإخوان وللعالَم أجمع.
شُكراً لمَنْ قام بذلك الجهدِ الرّائع، فعُمان تستَحقّ كلّ ذلك الإبحار نحوَ مَجدها التّليد وهي ترفع رايات المحبة والودّ للجميع.
عُمان إمبراطورية ليستْ بتاريخها فقطْ، إنّما بِسلاطينها العُظَماء وشعبها الطيّب الخَلوق المُحبّ والمُجاهد في سبيل الله ونهضة الشعوب ورفْع المَظالِم، فكَمْ تحَدّثَ التاريخ القديم والحديث عَنْ سَعي العُمانيين نحوَ إرساءِ السلام والدفاع عن المظلوم وفَكّ كُربة العاني والأسير.
العُمانيون شاركوا في نصرةِ الإسلام في العُهود السابقة، فَهُم ذَوُو شيمةٍ وشجاعة امتزجتْ بالإيمان.
حَفِظ الله عُمان سلطنةً للخير والسلام والوِئام، وحفِظ قائدها نسل الأخيار وحَفظ شعبها صاحب الخُلُق والكَرم الأصيل، وحَفظ سائرَ الاوطان.
# سناو
الاثنين : 20 -12 -1441 للهجرة
الموافق. : 10 – 8 -2020. للميلاد