عائشة الشامسية
.
منذُ العصورِ السالفةِ والأوبئةِ تترصدُ لنا وتعلنُ الحرب ضدَ البشريةِ وكأنها تريدُ أنْ تبيدَ نسلنا، بينَ الموتِ الأسود وكورونا نبضاتٌ توقفتْ ونبضاتٌ أُعيدَ إحياؤها وفي جدارِ التاريخِ يتصدعُ السؤالُ التالي: كيفَ ننجو؟ النجاة وإنْ اختلفَ تفسيرُها فهيَ جوهرُ الحفاظِ على العقلِ والروحِ والإدراكِ أنَ الوباءَ قائمٌ إلى مدةٍ تجعلُ الرضيعَ يفطمُ والكهلُ يموتُ لذا وجبَ علينا الإرشاد فالبعض سيبحثُ عنْ مركبٍ للنجاةِ وسطَ هذهِ الجائحةِ والبعضُ سينتظرُ حتى يغرقَ في الانتظارِ عنْ حبةِ بازلاءَ تنمو ليتسلقها نحوَ السماء وينجو.
نحنُ في زمنِ المعجزاتِ المرئيةِ وكلُ ما نحتاجهُ هوَ الإيمانُ والمثابرةُ والجدُ والاجتهادُ ونفضَ الغبار الذي كفنَ أدمغتنا وشبطتْ أحلامُ اليقظةِ أيامنا حتى بتنا متشبعينَ بالوهمِ مكتفينَ. لستُ هنا لإلقاءِ المحاضراتِ ولا للإطنابِ وتكرارِ المواعظِ بلْ اكتبُ لكم هذا المقالِ لاستعرض لكم أعزائي القراء ما تستطيعون فعلهُ، في بدايةِ الأمر كأنك تعتزلُ كوكبَ الأرض في مركبةٍ فضائيةٍ وعليك أنْ تقرأَ في مختلفِ المجالاتِ لتعودَ وتسارع الفارق بينك وبينَ سكانِ الأرض، تمَ عزلنا عنْ العالم الخارجيِ رغماً عنا ورغمَ أننا نحتاجُ للتنفسِ ولا أقصدُ الهواء هُنا ، بلْ كنزُ الحياة وهيَ ثلاثُ مراحلَ أضعها بينَ يديك.
أتريدُ السفرَ وعبرَ الحدود وتذوق الأطعمة التقليدية والتعمق في الثقافات ، القراءة ستلتهمكَ إلى أنْ تصلَ بكَ إلى قرونٍ سالفةٍ وحاضرُ أوطان قائمة وظلُ خفايا المستقبلِ الآتِ . . . . . . . . . .
– المرحلةُ الأولى، القراءةُ ملاذ آوى المشردينَ والمنفيةِ ذواتهمْ ليقفوا على جبهةِ الحياةِ وفي صدورهمْ نورْ الهدى واليقين وهالة منْ الوقارِ والطمأنينةِ ، الكتب أجندةَ الأرضِ والسماءِ لتحميَ الإنسانَ منْ فقدِ الاتزانِ فاقرأ في كلِ المجالاتِ وإياكَ وإسقاطِ السيفِ -الكتاب- منْ يدكَ حتى لا تضيعَ في الحربِ.
– المرحلة الثانية هيَ ” اللغة ” أتريدُ أنْ تفتح لك أبوابُ العوالمِ والبلدانِ وتتذوقُ جمالَ المفرداتِ التي ستنسكبُ على لسانك كالسكرِ فكلما تعلمتْ لغة ونبت في فاهك لسانٌ آخر، أصبحتْ أكثرَ إدراكاً ووعياً وتحليلاً وتفسيراً لكلِ المعوقاتِ فبدءاً باللغةِ الإنجليزيةِ ، قمْ بإنزالِ برنامجِ ” دوولينجو ” و” ميمرايزْ ” واستمع للمتحدثينَ في ” تيدْ ” ستدركُ بعد عدةِ أيامِ أنكَ تغلبتْ على نفسكَ وها أنتَ ذا تستطيعُ التحدثَ والكتابةَ وامتلكتْ مفتاحَ النجاحِ بالإضافةِ إلى حضارةِ أمةٍ بثقافتها أصبحتَ جزءاً منها ، يا لك منْ مغامرٍ.
– لنطبقْ القراءةَ واللغةَ عملياً الآنِ ما رأيك بالدوراتِ التدريبية التي ستمنحكَ العديدَ منْ الخبراتِ والمعلوماتِ وستضافُ إلى خلفيتكَ العلميةِ ” يوديمي ” ، “كورسيرا” ، ” جوجلْ ” ، “هارفردْ” كُل هذهِ المواقعِ ستساعدكَ لنيلِ المعرفةِ وشهادة تثبتُ أنك استطعتُ تجاوز المرحلةِ الثالثةِ منْ هذا المقالِ، أتعلمُ أنَ هنالكَ دورةٌ تدريبيةٌ مجانية مدتها ستةَ أشهرٍ تعادلُ خبرة ومهارات بكالوريوس تقنيةِ المعلوماتِ لدى جوجل؟ ابحثْ فهنالكَ فرصٌ تدلكَ عليها النجومُ إنَ سعيتَ لها وأخلصتْ في سعيك وعملك أما المرحلةُ الأخيرةُ فهيَ لكَ تستطيعُ أنْ تستمرَ في هذهِ المراحلِ الثلاثِ أمّ تبحثُ عنْ منحةٍ دراسيةٍ.
أعزائي القراء، نحنُ في زمنٍ يمنحُ كلُ منا فرصةٌ ليخلقَ لهُ قدرٌ يليقُ بهِ وحياةٌ يستحقُ أنْ يعيشها، ونحنُ الذينَ أفلتنا الحياةَ منْ أيدينا لنراها جحيماً ونحكمُ عليها بخوفنا وقلةِ صبرنا وارتداءِ ثوبِ الكسلِ لنؤمنَ بالشرِ وأنَ هذا الوباء هوَ خلاصُ الفرصِ وضيقِ الحياة ماذا لوْ أخبرتك أنَ هنالكَ حياةٌ جديدةٌ تنتظرك لوْ آمنتْ بنفسك ونهضتْ بدرعِ “زيوسْ” لتقاتلَ في ساحةِ الحياةِ وتحارب وتدافع عنْ حقك في عيشِ حلمك؟ لقدْ ولدَ الطفلُ في داخلك الآنَ – قوةُ الإرادة – استغذيهْ وترعاهُ وتلبي احتياجاتهِ ليقتنصَ منْ رحمِ الحياة ، حياةٌ تليقُ بهِ. انهضْ لأهدافك فالوأدُ حرام.
