ليلى بنت سعيد اللمكية
كانتْ وفاة السلطان سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد آل بوسعيدي في 19 أكتوبر عام 1856م بمثابة إعلان انقسام الإمبراطورية العُمانية بِشقَّيها الآسيوي والأفريقي، بالإضافة للصّراع على السلطة في عُمان بين السيدَين ثويني وتركي، والذي أدى لِتدخُّل مشايخ إمارات ساحل عُمان(من رأس الخيمة إلى أبوظبي) للصُّلح بينهما .
وفي الجانب الآخر الصِّراع بين السيّدَين ثويني (في عُمان) وماجد (في زنجبار)، إذْ لم يرضَ ثويني اقتطاع الشقّ الأفريقي من الإمبراطورية العُمانية (وهو الابن الأكبر مِنْ أبناء السلطان سعيد الذين لا زالوا على قيد الحياة)”1″.
تقَرّرَ (بتدخُّلٍ بريطاني) دفع معونةٍ سنويةٍ تُقدَّر بأربعين ألف دولار مِنْ حكومة زنجبار إلى حكومة عُمان ، ولكن ظلَّت رغبةُ السيد ثويني في ضَمّ الجزْء الأفريقي لمُمتلكاتهِ قائمة، فجَهَّزَ في 15 فبراير عام 1859م حملة عسكرية لغزو زنجبار مُتعللاً بِتوقُّف المعونة في 1858م ، بالإضافةِ لمُحاولاته في دعم القبائل العُمانية في زنجبار بمساعدة أخيهِ السيّد برغش وخاصَّةً قبيلة الحرث، فأرسلَ مبلغ أربعين ألف دولار لإنفاقها لإثارة النّاس في زنجبار ضدَّ أخيهِ السيد ماجد “1”.
وفي المُقابل وَجّهَ السيد ماجد أوامِرهُ لِجميعِ قُوّاتهِ وسُفُنِه وأساطيلهِ في ميناء زنجبار لِتكونَ على أُهبةِ الاستعداد.
هذا الأمْر لمْ يُعجِب بريطانيا (كدولة استعمارية) فتدخلَتْ لإيقاف حملة ثويني ولَحِقتْ بِها عند رأس الحَدّ قُرب ولاية صُور وأعادَتها إلى مسقط العاصمة.
وظلّت العَلاقاتُ بينَ الأَخَوَين ثويني وماجد مُتوترة إلى عام 1861م حيثُ أُعلنَ تحكيمُ كاننج (اللورد كاننج الحاكم العامّ البريطاني في الهند)، والذي أدّى لِلتقسيم الرّسمي للامبراطورية العُمانية بين عُمان وزنجبار كُلّ مِنهما دولة مُنفصلة (سياسياً واقتصادياً وعسكرياً)، وهذا ما كانتْ تُخطِّطُ لَهُ بريطانيا، إذْ لمْ يكُن قرار الوحدة مِنْ جميع جوانبهِ في صالحها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.يعتبر السيد ثويني هو الابن الثالث للسلطان سعيد، وكان الابن الأول هو السيد هلال الذي توفي في طريقه إلى مكة لتأدية فريضة الحجّ عام 1851م، أما الابن الثاني فهو السيد خالد الذي توفي بمرض رئوي عام 1854م /المصدر:
عبدالله بن صالح الفارسي، البوسعيديون حكام زنجبار، وزارة التراث القومي والثقافة، 1982م، ص 17-18.
2.سلطان بن محمد القاسمي، تقسيم الإمبراطورية العُمانية (1856-1862م)، الطبعة الأولى، مؤسسة البيان،دبي،1989م، ص 111
