د. معاذ فرماوي
ألجم الصمت كورونا بعد أن كذبه البشر
فبعد أن جلس القوم ، وعلى رؤوسهم الطير.
وقالوا صدقتنا وأنت الكذوب.
فقال لهم أين المصدق لكي يتوب.
فقالوا ومن يصدقك يا ميكروب
لكنه شعر بدنو أجله فعاد إليهم مسرعاً، ونظر إليهم متحيراً، ورد عليهم قائلاً:
اسمعون دقيقة، سأروي لكم الحقيقة
أنتم من تموتون بنيرانكم الصديقة.
أيها البشر ما خدعكم إلا البشر، ما ظلمكم إلا البشر، ما قتلكم إلا البشر.
فلا تلوموا وباءً فى أجسادكم انتشر
فانظروا كم من كريم بذلكم انكسر
وسليم بظلمكم احتضر.
فأبلغوا عني من غاب ومن حضر
ولا تتعجبوا من الخبر، أنا راحل عنكم عاجلاً ، ولكن لا تستبشروا.
فسيأتي بعدي من يعيد لكم الجائحة
ولن يترك بيتاً إلا وبه نائحة.
معي صليتم على موتاكم فرادى
ومعه قد لا تقرأون عليهم الفاتحة.
فإن جائكم ضاقت عليكم المقابر
وصرتم بين شارد وحائر
وصار من بباطن الأرض أفضل ممن عليها سائر.
أنا راحل عنكم عاجلاً ، ولكن لا تستبشروا.
ألم يقل لكم نبيكم، بذنوبكم ستزيد أوجاعكم
وأمراض لم تكن فيمن كان قبلكم
قادم بعدي من منه أرتعد، ومنه أفر وابتعد
فمن مات قبله منكم فقد نجا وقد سعد
وإذا حل بداركم فموت جارف لا يحصيه عدد
ولا دواء منه يشفي ولا مصل عليه يُعتمد.
أنا راحل عنكم عاجلاً ، ولكن لا تستبشروا.
أيها البشر الغافلون، أنتم عن التذكرة معرضون
وعلى هلاك أنفسكم عازمون
سيأتيكم بعدي من به تتمنون عودتي
ومع قسوته ستعلمون مدى كيف كانت شفقتي
فأنا جئتكم بالقتل لأنذركم، وهو قادم وعلى الأبواب ليهلككم،
لكنه ينتظر موت الصالحين منكم
حتى إذا فتك بكم، لا توقفه دعوة صالح بينكم
ولا سجدة عابد في أرضكم.
أنا راحل عنكم عاجلاً ، ولكن لا تستبشروا.
فإن أردتم النجاة، فلا تكونوا من العصاة
كما أنذركم ربكم فى القرآن والإنجيل والتوراة
فأقيموا الصلاة وأدوا الزكاة وأهجروا البغاة
وانصتوا للدعاة، وإياكم والطغاة
وأكثروا الدعاء والمناجاة
وأكثروا من الصلاة على من ربه أصطفاه
فتلك هي النجاة ، فتلك هي النجاة.