2024
Adsense
مقالات صحفية

ورحل صالح بن حارب..”جابر عثرات الكرام”

 

أحمد بن محمد السلماني

خبر صادم ومفجع ذلك الذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بالرستاق برحيل أبو اليتامى والمساكين صالح بن حارب المعمري، الشخصية التي ارتبطت بتوزيع معاشات الضمان الاجتماعي لمستحقيها في حارات وقرى الرستاق في ثمانينيات القرن الفائت بدائرة الشؤون الاجتماعية آنذاك.
قبل كل ذلك كنت ولا زلت أتذكره طالباً في مدرسة صهيب بن سنان، شعلة من النشاط والحيوية، كنا نصغره بمراحل، نلجأ إليه ليشتري لنا من دكان العم سليمان بن حمير الكندي بالحزم ثم مقصف المدرسة لاحقاً لضآلة أجسامنا مقارنة بحدة الزحام، لا ندري لماذا كنا نلجأ إليه دون غيره -سيماهم في وجوههم- إذن هكذا كان ديدن حياته، مروءة وشهامة ودائماً ما يهب لحاجة الملهوف والمحتاج، ولأنه تربى على ذلك فقد استجاب القدر بأن اختار له مكاناً قريباً جدا من المساكين واليتامى وذوي الحاجة ممن قهرتهم الحياة وقدّر لهم في عيشهم، فكان الملجأ لهم، ولطالما اجتهد بين ثنايا روح القانون ليتسنى لهؤلاء أن ينالوا شيئاً ولو النزر اليسير وبما يستر حالهم ويسد رمقهم، فكيف لو كان الأمر مأوى سكني يقيهم برد الشتاء وحرارة القيض، يأتون للتنمية الاجتماعية ليسألوا عنه، فإن لم يكن موجوداً، عادوا أدراجهم، رغم أن البقية مستعدون لمساعدتهم والوقوف بجانبهم، فقط لأنهم كانوا يشعرون بقربه منهم، نعم كان قريباً من الجميع، يعيش بين ثنايا قلوبهم، يعرف كل أسرة بالرستاق على الرغم من تراميها ويعرفونه جيداً.
واليوم رحل “جابر عثرات الكرام” بصمت وهدوء، رحل مع آلامه التي لم يشاركه بها أحد رغم أنه لطالما حمل آلام وهموم الناس، رحل في زمن القسوة، حيث لا مودع سوى الأقارب والجيران، وأكاد أجزم بأنه لو تهيأ للناس شهادة الجنازة لما وسعتهم أزقة فلج العالي ولا مقبرتها، فنحن البشر نتذكر إخوتنا عندما يرحلون فقط، واليوم عزاء الناس إنما في صلاح وإخوته للسير في نهج والدهم البار في وقفته وعونه للناس، ووحده سبحانه وتعالى نسأله أن يمنّ عليه بالمثوبة والمغفرة وأن يجعل ما قدمه من خير في حياته وطوال مشواره الوظيفي في ميزان حسناته وأن يجعل الفردوس الأعلى من الجنة مثواه، اللهم آمين.
كتبها تبث ألماً وأملا..

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights