غرس الأخوة دروس من حادثة الهجرة بجامع الرضوان بالرستاق
الرستاق ـ النبأ
نظمت اللجنة الثقافية بفريق عيني الرياضي الثقافي التابع لنادي الرستاق محاضرة بعنوان غرس الأخوة وهجرة الأحبة قدمها هارون بن ناصر العوفي بجامع الرضوان بفلج الحديث بالرستاق .
تأتي هذه المحاضرة بالتزامن مع الاحتفاء بذكرى الهجرة النبوية وبداية العام الهجري ، والتي ابتدأت بتفاصيل عن ضرورة الشعور بمرور الوقت الذي يعتبر مؤشرا للإحساس بأهمية الوقت وتحقيق الإنجاز في كل عام وسنة .
بعدها تطرق المحاضر لأهم الدروس المستخلصة من أحداث الهجرة ومنها التنازل لأجل حفظ الود ، فقد ترك الرسول بلده دون إصرار على موقفه درءا للفتن وحرصا على الأرواح والأملاك لأن رسالته مرتبطة بكسب الأشخاص وحفظ العلاقات فهو بذلك إيثار وتفهم ، كما أن حرص الرسول على التنمية الاجتماعية من خلال غرس الأخوة بين المهاجرين والأنصار وكذلك الاتفاق على وثيقة المدينة المنورة بهدف تحقيق الأمن الاجتماعي في المدينة المتنوعة بسكانها من القبائل المختلفة واليهود والنصارى كما أن بناء المعالم ومركز الوحدة والإلتقاء للأمور العامة ظهر في الإسراع ببناء المسجد النبوي وتعاون الجميع في بنائه ، كما عكست حادثة الهجرة أهمية التخطيط في نجاح أي مهمة وذلك من خلال التمهيد ببيعتي العقبة الأولى والثانية وإرسال مصعب بن عميرا سفيرا إلى المدينة وهجرة كثير من المسلمين قبل الرسول وهو ما هيأ البيئة المناسبة لاستقبال الرسول وقيام الدولة الإسلامية في مقرها الأول في المدينة ، كما أن التخطيط تجلى في ترتيبات الرحلة وضمان توفر الاحتياجات من غذاء ودليل و رواحل وهنا قارن المحاضر بين رحلة الطائف و رحلة المدينة كما تم التعرض للرؤية النبوية من خلال تحقيق الأمن عبر أركانه الثلاثة وهو الأمن الاقتصادي في توفر الحد الأدنى من العيش الكريم من خلال المؤاخاة وتقاسم المهن والأملاك كبداية وكذلك الأمن الاجتماعي من خلال وثيقة المدينة والتعامل مع التعددية في المدينة وثالثا الأمن العسكري للحماية من الداخل والخارج من خلال التواصل مع القبائل المحيطة بالمدينة وإبرام المعاهدات معها والتواصل مع الممالك والقوى المحيطة وهكذا كانت الهجرة مدرسة في تفاصيلها وملهمة بأحداثها .