في ذكرى أبي
بقلم : د معاذ فرماوى
في ذكراك يا أبي
ذهبت لبيتنا القديم
وجدتك ما زلت جالساً
في مقعدك القديم
ممسكاً بمصحفك القديم
ومسبحةً تشدو حبُاتها بالرحمن الرحيم
ما زلت تنظر إلي في قلق
فترفع يديك داعياً
احفظ ولدي من الشيطان الرجيم
ما زال في جيبك زجاجة عطر
تهديني منها كلما بك مررت
أنت كما أنت
لم يُغيبك الموت
فلم تسكن منك جارحة
ولم يسكت منك صوت
من أوهمني أنك مت
وهل يغيب الصالحين الموت
ما زالت خطواتك دعواتك صلواتك
يحيا بها البيت
ما زلت أسمع شدو قرآنك بالليل
ما زالت أمي تروي لنا كراماتك
تروي وتروي
لا تتوقف كماء السيل
جلست بجوارك
شعرت بدفء يديك
قبلتهما فقبلتني عينيك
فتعجبت
فقلتَ يا ولدي ما زلت أشتاق إليك
وكم لزيارتك هذه انتظرت
فقلتُ معذرة ظننتك مت
فقلتَ فلما إذاً تنساني
بدعائك إذا صليت
وبمالك إذا أنفقت
فتلعثمت
وقلتُ نسيت
فأخرجتَ من جيبك حلوى
وقلتَ خذ يا صغيري
فبكيتُ
ما زلتَ تعفو
كما منك تعودت