وقد غادر أولو البذل والعطاء
حمود بن علي الحاتمي
يطالعنا الأستاذ سلام الشرجي بتغريدات متتالية تحمل شكراً وتقديراً لمتقاعدي وزارة التربية والتعليم بمختلف مسمياتهم الوظيفية بدءاً من موظف وحتى مستشار لمعالي وزيرة التربية والتعليم، مستعرضاً في التغريدة مسارهم المهني منذ بداية عملهم وحتى نهاية سنة ٢٠٢٠.
تعليمية جنوب الباطنة ودعت كوكبة من التربويين الذين لهم أثرٌ كبيرٌ في مسيرة التربية والتعليم وممن جددوا في العمل التربوي وحققوا إنجازات كبيرة، ولعلّ خروج قامات تربوية منهم المدير المساعد للمدير العام الأستاذ صالح الشعيلي الذي تدرج من معلم ثم مدير مدرسة وترؤسه لأكثر من قسم ثم كان مديراً لأكثر من دائرة، ولعل دائرة البرامج التعليمية قد شهدت معه نقلة نوعية تمثلت في تنظيم العمل التربوي بالمدارس الخاصة وكان لجنوب الباطنة دور بارزٌ في الإسهام في صياغة بعض مقترحات لائحة المدارس الخاصة التي صدرت عام ٢٠١٧م، وأطرت العمل بالمدارس الخاصة من خلال بعض الشروط واللوائح المنظمة للتعليم الخاص.
وأنموذج آخر من القيادات التربوية التي غادرت الميدان تمثلت في الأستاذ خميس البلوشي المدير العام المساعد للشؤون الإدارية بعد أن ترك أثراً طيباً في الميدان، وكم كنت أتابع ردود خبر ترجله وما يحمله له الميدان التربوي ويحفظه له أخلاق وسمو في التعامل ورقي في تذليل الصعاب وهذا ما يدلل على حنكته الإدارية.
و الأستاذان صالح الشعيلي وخميس البلوشي أنموذجان فقط من نماذج القيادات التربوية الناجحة في جنوب الباطنة ولو أردنا أن نسرد أسماءً أخرى قد نحتاج إلى مقالات.
ولو أجرينا حوارات مع كل تربوي غادر متقاعداً لأفضى لك ما قام به من تضحيات جليلة من أجل أن تكون تعليمية جنوب الباطنة في طليعة المحافظات تميزاً وإجادة في العملية التعليمية.
وعندما نعود لعملنا مع بدء العام الدراسي الجديد سنفقد وجوهاً كانت في سيماها الحماس والإخلاص والعطاء لأجل التربية والتعليم من مدير دائرة وخبير تربوي ورئيس قسم
فيما تودع المدارس قناديل النور والضياء معلمين ومعلمات مديرين ومديرات صداهم وأثرهم دخل كل بيت وقيمهم وأخلاقهم النبيلة قد غرست في قلوب وعقول طلاب وطالبات عمان ومنابر الإذاعة ستبحث عن أصواتهم التي كانت تلقي النصح والتوجيه والحكمة للطلاب في طابور الصباح ومنصات التكريم تبحث عن المجيدين منهم لتقول لهم: شكراً أجزلتم العطاء ووفيتم بالعهد والوطن بحاجة لكم والوطن اليوَم جاء ليقول لكم شكراً أديتم الأمانة.
آن لكم أن ترتاحوا ويأخذ أبناؤكم الدور، فلا تبخلوا عليهم بالنصح والتوجيه فالابن لا يستغني عن نصح والده.
من هذا المنبر أقول لرفاق دربي وقدوتي بتعليمية جنوب الباطنة وفقكم الله وشكراً لكل توجيه وإرشاد قدمتوه لي ولزملائكم الذين يواصلون أداء الرسالة.
شكراً لكل حبة عرق بذلت من أجل العلم، ولكم أن تتأكدوا بأن عملكم أثره سيبقى.
إنّ عمل كل تربوي أخلص وأجاد كالصدقة الجارية التي ينتقل أثرها جيلاً بعد جيل وهو ما شرفكم به الله تعالى كتربويين، ولا جزاء له إلا الجنة بإذن الله تعالى.
دمتم عطاء وإخلاصاً لعمان المتجددة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -يحفظه الله يرعاه-
وحفظكم الله ومتعكم بالصحة والعافية.