نشأة .. تطور .. اندثار
بقلم : خديجة المعمرية
التطور العلمي الذي وصلنا له و تعدد مجالاته بشتى الميادين غير كافٍ، و لا زال هناك الكثير من الأشياء التي لم تُكتشف أو ربما اكتشفت في الحضارات القديمة مثل مدينة إرم المذكورة في القرآن الكريم. و كما نعلم جميعا أن بداية الحضارة تكون بالنشأة و التعرف على أبسط المقومات لعيش الحياة الهانئة. ثم بعد ذلك يأتي تطور الحضارة في شتى ميادين الحياة من علوم و هندسة و زراعة و شتى المجالات .. ثم الاندثار مع بقاء بعض الرسومات على الجدران التي تدل على وجود التطور، و هذا ما تحدثت عنه كتب التاريخ للمؤرخين الكبار أمثال الطبري و المسعودي.
و قد جاء ذكر مدينة إرم في عدة مواضع بالقرآن الكريم. فقوم عاد أورثهم الله الأرض ليعمروها و أنعم عليهم بأنعام و جنات و عيون و أعطاهم الحكمة و القوة العظيمة فكانوا يبنون المصانع و المباني الشامخة. و لكنهم كفروا بالله و حسب تحديد “العلامة الندوي” فإن بداية عهد عاد كان في عام ٢٢٠٠ قبل المسيح و انتهى في عام١٥٠٠ قبل المسيح. و بلغوا خلالها أوج الرقي و الازدهار.
و لكن عاد بسبب قوتهم العظيمة بدؤوا يفسدون في الأرض فبعث الله لهم هودا عليه السلام و لكنهم لم يؤمنوا بالله فأرسل الله عليهم ريحا صرصرا عاتية فكانت هذه الريح سببا في اندثارهم.
خلال العصر الراهن تمكن علماء الإكتشافات الأثرية من العثور على آثار عاد و بقاياها.
و على هذا النهج نقيس كل حضارات العالم فتبدأ بالنشأة .. الحضارة .. التطور ثم الاندثار. لذلك أعي تمام الوعي أن الحضارة مهددة بالاندثار مع مرور الزمن و تنشأ مكانها حضارة أخرى لن تأتي بالجديد فلو تحدثنا عن التطور فأساطير و ربما حقائق مثل حضارة أتلانتيس لا تزال إلى اليوم تثير الأسئلة الكبيرة، حول ربما كان هناك تقدم كبير بالأرض في الماضي.
البعض يقول أن الأمر انتهى بحرب كونية مدمرة و رواية أخرى تقول أن كائنات قادمة من الفضاء غزت الأرض و أنهت كل شيء و في الإطار الآخر فإن هناك من يرى أن حضارة كأتلانتيس التي كان أول من أشار لها أفلاطون في محاوراته، كانت نتاج خبرات “غير أرضية” نتجت عن الاحتكاك بعوالم خارج كوكب الأرض.
و رواية تتحدث أن بقايا ما كسبته الحضارة الفرعونية من علوم بعضها غامض إلى يومنا هذا قد يكون بسبب دراستهم لأثر الحضارات البائدة كأتلانتيس. كما أن هناك بعض الآثار الغامضة و الغير مفسرة منها بطارية بغداد .. و بعض رسومات الطاسيلي المحيّرة، و خريطة بيري ريس و الأهم منها رصد البابيليين لكواكب مع أقمارها -مستحيل علميا- رصدها دون تكنولوجيا متطورة.
لا يوجد تدرج منطقي علمي يفسر لنا الاختراعات و الاكتشافات المميزة التي حققتها حتى الحضارات القديمة المعروفة لنا. كما أنه لا داعي لأن نحزن لأن علما كثيرا ضاع و لأن كل شيء تم اكتشافه سيعاد اكتشافه كما لو أنه يكتشف لأول مرة و لأن كل شيء ممكن اكتشافه سيكتشف لا محالة. و القضية مسألة وقت فقط .. فاليوم أصبح العلماء أكثر عزما على استكشاف التاريخ المنسي للكوكب. كما ينقبون و يستكشفون تاريخ الكواكب و المجرات و ذلك من أجل الوصول إلى ذروة التطور الحضاري.