2024
Adsense
مقالات صحفية

عقَّ يومُه أمسه

د. علي زين العابدين الحسيني
باحث وكاتب أزهري

دون التاريخ سيرة عظماء سعوا في بناء الحضارة الإسلامية ورفع شأن الإنسانية، وتعد المعرفة بهؤلاء من خلال مطالعة تراجمهم والوقوف على أخبارهم في كتب التاريخ والتراجم مما يساعدنا على الاستنارة بأفكارهم والأخذ بأسباب ما يُعرف بصناعة التاريخ.

إذا توقفت حركة القراءة في تاريخ عظماء هذه الأمة ستبقى هناك فجوة هائلة بيننا وبينهم، ومهما أخذنا بآليات التقدم ستكون هناك مفاتيح للنجاح جاهلين بها أو مبتعدين عنها.

هذا التاريخ بدوره لم يدون سيرة كل العظماء، وطريقتهم الناجحة، وأساليبهم في الحياة، ونظرتهم للإنسانية، ولعلّ ذلك يرجع إلى أنهم أكبر من صفحات هذا التاريخ.

إنّ الاطلاع على تاريخ الأمم ومعرفة مجريات الأحداث الماضية يفيد الحاضرين على الأقلّ في كيفية التعامل مع الأحداث الراهنة، فعادة ما تتكرر الأحداث، والنبهاءُ منّا هم مَن يستفيدون بكلّ ما مضى من أخبارٍ وأحداث.

لعلّ من أهم فوائد قراءة التاريخ ودراسته دراسة متأنية اتساع عقلية المؤرخ، فيربط الأحداث بعضها ببعض، ويقف على حلولٍ سريعة للمشاكل الراهنة، ويستجلب العوامل التي ساعدت على نهضة الأمم، ويستبصر أسباب انهيار بعضها.

يُكوِن التاريخُ العقليةَ الكاشفة التي تبني العقل الإنساني، فالتاريخ وإن كان شيئاً ماضياً إلا أنه في نفس الوقت حاضرٌ يستفادُ منه، فهو بوابةُ معرفة المستقبل، وإعمال خبرات المتقدمين، وتفعيل تجارب المجتمعات السابقة، وإحياء ذكرى الماضين.

إنمّا يتصل سير طريقنا بالإلمام بهذا التاريخ الحضاري للأمة، فنقوى على السير في الطريق بذكرى تاريخ العظماء الذين خلدوا ذكراهم بمواقفهم الإنسانية وأعمالهم التي استفادت منها أمتهم وغيرها من الأمم.

كُن على يقين بأنه إنما تُوصل حضارة الماضي وتاريخه المشرف بعمل وعظمة الحاضر، وطموح وآمال المستقبل، فمن خالف حاضرُه ماضيه، وعقّ يومُه أمسَه فقد قطع عنه سبيل النهوض وطريق العلو.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights