عندما تعذر اللسان _نطقت الاقلام
بقلم : سالم بن حميد البداعي
عندما ينطق القلم بمداده المنثور على أسطر الورق ليجمع عليها ما تشتت من المشاعر وتلعثم من الحروف وتبعثر من الكلمات فإنه بلاشك ينطق من واقع صعب عليه التعبير الشفوي بالكلمات فصاغه حروفا منظومة وكلمات مخطوطة وعبارات مكتوبة في محراب الصداقة الأخوية ذات الفترة الزمنية الطويلة والتي عشناها سويا في رحاب العمل الإداري
يعانق الفكر الشارد في الخيال تلك المشاعر الكامنة بين أضلاع الصدور ويحاول جاهدا مجتهدا أن يعبر بقلب صافي وضمير صادق وقلم محق مايكنه من تقدير واحترام لتلك الكفاءات التربوية ممن شملهم قانون التقاعد على جهدهم الكبير وعطاءهم المنقطع النظير لصناعة عقول بشرية تتميز بكفاءات قيادية وتتبني قيم وطنية وتمارس سلوكيات حميدة في محراب المدارس الحياتية٠
وإن كنت اختلف مع أستاذتي وملهمتي في العمل (الأستاذة/عائشة البلوشية_تربوية متقاعدة عن العمل الحكومي_ ولكنها قائدة للعمل التطوعي المجتمعي فهي تنبض بالحيوية والنشاط ) وهي من علمني أبجديات العمل الإداري في ماكتبته في مقالها المنشور في جريدة النبأ الاكترونية بتاريخ 4 / 7 / 2020 م ( وهاهي لحظاتي الجميلة بينكم قد تخافتت أضواؤها وأوشكت على الانتهاء …) لأقول لكل من نال شرف التقاعد برغبة أو بدون رغبة أن اللحظات الجميلة يصنعها الإنسان بنفسه وبيده أن يصنع السعادة للآخرين أيضا ..وهذه الأضواء _ أستاذتي _لا ولن تنتهي مادام القلب ينبض بالحياة فمثلكم يتميز بطيب الكلام وحسن السلام وجميل الابتسام وهذه _ بلا شك _كلها إضاءات وضاءة في طريق الحياه اليومية٠
إن هذه الكوكبة المتميزة من الكفاءات البشرية التي تغادر مواقع العمل هي نفسها التي بنت النهضة المباركة على أكتافها ..هذه الكوكبة لم يكن في قاموس حياتها بعض الجمل والعبارات التي نجدها في يومنا هذا عند الكثير من الموظفين…لم يكن من ضمن أعذارهم ” مشغول” أو ” مافاضي” أو “ليس من ضمن مهامي الوظيفية ” ..كانوا يعملون الكثير من المهام والأعمال بلا كلل أو ملل كانو مدراء ومعلمين ومساعدين ومنسقين وأخصائيين وفنيين وعمال في آن واحد وفي الكثير من الأوقات ..لم تكن لهم إجازة رسميه معينة فكل أوقاتهم للعمل إذا ماتطلب واقع العمل ذلك .
ولم يعطو دروس خصوصية مقابل مبلغ مادي..فأعمالهم تطوعية..ومبادراتهم المجتمعية كانت دائمة ومستمرة….لايترفعون عن عمل يوكل إليهم ولايتذمرون من أوامر أصدرت إليهم وحال لسانهم يقول “وهل من مزيد من الأعمال فنحن هنا للعمل ” ..
هذه الفئة لها في قلوبنا مكانة عظيمة ومنزلة سامية رفيعة..
وختاما أود القول بأن قلمي لايستطيع التعبير عن كل مكنونات التقدير والامتنان والشكر والعرفان لكل من نال شرف التقاعد في هذا الزمان لكل ما بذلوه من عطاء عظيم، وعمل جليل سائلا المولى عز وجل أن يجعل، حسن صنيعهم وجميل عطاؤهم في ميزان حسناتهم، وأن يكون صدقة جارية لهم إلى يوم القيامة،_مع خالص شكري وتقديري لإخوتي وزملائي، في محافظة شمال الباطنة خاصة، وإلى جميع الإخوة والأخوات على مستوى السلطنة عامة.