2024
Adsense
مقالات صحفية

المعلم والتعليم والتكنولوجيا

أحمد بن موسى بن محمد البلوشي
١٢ يوليو ٢٠٢٠م

مع التطورات الكبيرة التي يعيشها العالم في الآونة الأخيرة، في ظل فيروس covid-19، الاعتماد على التكنولوجيا وأدواتها في كافة مجالات الحياة، ولعل القطاع التعليمي من أهم القطاعات تأثرًا بها؛ للدور الذي تؤديه هذه المنظومة كونها حجر الأساس لأي تنمية.

ويقاس مستوى التقدم والتطور حاليًا في المنظومة التعليمية بمدى كفاءتها في توظيف المعارف العلمية، والمهارات التكنولوجية،والقدرة على استغلالها، حيث عاد استخدام التكنولوجيا في التعليم بعدد من الأثار : من تغيير في الأساليب التقليديّة المتبعة في عمليّة التعليم ،إلى ظهور أساليب وطرق جديدة للتعليم غير المباشر، إلى جانب إتاحة وتوسيع وصول التعليم للجميع، وأصبحت العملية التعليمية تعتمد على استخدام التكنولوجيا ،وتوظيفها التوظيف الأمثل.

المعلم هو حجر الأساس لبناء أي أمة، وليس لبناء النظام التعليمي فقط، ويلعب المعلم دورًا بالغ الأهمية والخطورة في العملية التربوية كلها، وهذه الحقيقة تجعلنا دائمًا في حالة استنفار للجهود والطاقات ؛ لأجل تنميته والارتقاء به فكريًا، وعلميًا، ومهنيًا، ومهاريًا، وتقنيًا.

إن إدارة المعلم ،وتوظيفه وإتقانه للتكنولوجيا في التدريس يُحدث تغييرات أساسية تؤدي بدورها إلى التحسين في الإنتاجية، فيُمكن استخدام التكنولوجيا لدعم التعليم أو التَعلُم على حد سواء، فهي تساعد المعلم على أن يعلم بطريقة أكثر كفاءًة وتنظيمًا؛ ولذلك نحن بحاجة إلى معلمين أكفاء في مهارات واستراتيجيات تكنولوجيا المعلومات، بحاجة إلى معلمين يعون أنّه في كل يوم لا تزداد فيه خبرتهم ومعرفتهم ومعلوماتهم، فإنه يتأخر سنواتٍ وسنوات؛ لذا فإن من المهم جدًا إعداد المعلم بشكل جيد حتى يصل إلى المستوى الذي يتطلبه التعليم باستخدام التكنولوجيا؛ كي يكون استخدامها في عملية التعليم والتعلم فعالا، وكذلك بحاجة لتزويد الأماكن الدراسية بأدوات التعلم التكنولوجي المختلفة ؛وهذا يزيد من الخبرات والمواد التعليمية ،ويحفز مشاركة الطلاب ،ويُسرع التَعلم.

كما أن الأمر ليس كما يفهمه البعض من أن عدة دورات في الحاسب الآلي على بعض التطبيقات يمكن أن تخرج لنا معلما تكنولوجيًا، فهناك العديد من المعلمين الذين يجيدون استخدام أدوات التكنولوجيا المختلفة إلى درجة الاحتراف، ولكنهم غير قادرين على توظيف هذه المعرفة في العملية التعليمية والتربوية ؛ بسبب غياب فلسفة التعليم باستخدام التكنولوجيا واستراتيجياته.

إن المعلم لكي يصبح معلما تكنولوجيًا يحتاج إلى إعادة صياغة فكرية أولا ، يقتنع من خلالها بأن التكنولوجيا تطرق التعليم من أوسع أبوابه، ولابد له من تعلم الأساليب الحديثة في التدريس ،والاستراتيجيات الفعالة المتماشية مع التطور التكنولوجي، والتعمق في فهم فلسفتها وإتقان تطبيقها.

ومما لا شك فيه أن المعلم سيبقى هو جوهر العملية التعليمة ؛لذا يجب أن يكون أكثر انفتاحًا على كل جديد، وأن يكون مبدعًا ،ومبتكرًا ؛ لمواكبة هذا النوع من التعليم الذي سيصبح أكثر صعوبة مما سبق.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights