2024
Adsense
مقالات صحفية

رحلتي إلى مكتب الدكتور هلال الخروصي

الجزء الثاني

منال السيد

بفضل الله وحمده تم انتقالي إلى مسقط في يوم السبت الموافق الثامن من شهر يناير لعام ٢٠١٨م .. وكان في استقبالي الدكتور المحترم هلال الخروصي .. ظل واقفاً إلى جواري حتى انتهاء كافة إجراءات نقل الأغراض الخاصة بي .. وتفضل مشكوراً بتوصيلي إلى الفندق الذي قام بحجزه مسبقاً حتى تجهيز السكن الخاص بي .. وبكل رقي واحترام وخجل كانوا معه على طول الطريق إلى الفندق أكد عليّ و بشدة ضرورة التواصل معه إذا أردت شيئا ما.

وباشرت العمل بمكتب الدكتور هلال الخروصي في يوم الأحد السابع من شهر يناير لعام ٢٠١٨م ..
أطلعني الدكتور هلال على رؤيته بالنسبة للمكتب كاملة وما هو طموحه وبيّن لي طريقة التعاون معه في سبيل التنفيذ .. وأخبرني بأنني معه على المدى الطويل في سبيل الإرتقاء والتطوير والتقدم .. وقال لي بطريقةٍ تبين ثقته وإيمانه بقدراتي بأنه يريدني بمثابة الذراع الأيمن له .. ومن يومها وحتى الآن وأنا أريد أن أكون على قدر الثقة والمسؤولية رُغما عن تقصيري أحيانا .. مما يستدعيني للوقوف إلى جواري و مقاتلة نفسي في نفسي من أجل الوصول إلى نقطة الرضا التام عما أؤديه وإن كنت لن أصل.
قمت بالتعرف على أسرة المكتب الجميلة .. التي تضم إدارة جيدة على قدر ٍ يُحترم من المسؤولية يمثلها الفاضل أستاذ / وارث الخروصي والأستاذ /حمد الخروصي والأستاذ/ خليل الخروصي الذين يبقونا دوماً على قلب رجلٍ واحد لنبقى سوياً على مسيرة التقدم سائرين .. أيضا فريق عمل المكتب المحترم الذي يضم نخبة من كبار أساتذة القانون المصريين على رأسهم الفاضل الأستاذ/ شوقي بدير والفاضل الأستاذ/ سليمان عباس والفاضل الأستاذ/ أحمد عبد الوهاب وغيرهم .. و المحامين العمانيين الذي يعدون هم خلاصة النشاط والإجتهاد من جميع ما رأيت، على سبيل المثال وليس الحصر، وبعض المستشارين القانونيين من الجنسية الأردنية واللبنانية وهم خلاصة الصبر والاجتهاد والتميز.. وقسم الترجمة الذي يعد قسماً متميزاً به أفضل خبراء الترجمة القانونية والمسجل لدى جدول الخبراء بوزارة العدل وغيرها من أقسام كقسم الطباعة الذي يعد من أهم أقسام المكتب وقسم التنسيق الذي يعد واجهة مشرفة للمكتب كما عهدناه.

لم يزدني القرب منهم إلا جمالا .. يضيف كلانا للآخر كلَ يومٍ بهجة وحكمة وجمال ، لا أنكر أن هناك ما ينغص الحياة أحيانا بحكم الضغط المعهود ولكن الجمال كله كان على الدوام في سر بقاء الود الذي حرص أن يبقينا عليه صاحب المكتب الدكتور هلال الخروصي، وإن جفا أحدنا.

ومنذ لحظة ولوجي إلى المكتب .. لم أشعر أبداً بأنني مغتربة أو وحيدة .. كان الدكتور دائمَ الحرص ألا يشعرنا (نحن المغتربين بمكتبه) بأننا وحدنا في هذه البلدة الطيبة، كرماً منه وأصالة ورحمة وعطفا وحباً .. كان على الدوام يستضيفنا في منزله الجميل الذي بُنيَ على الطراز القديم أو الطراز الريفي الإنجليزي كما كان يطلق عليه البعض في القرن التاسع عشر .. كان مبنياً من الأحجار وبه بروزات لبعض العروق الخشبية التي توحي بالأصالة والجمال .. مليء بالمزروعات الخضراء الأنيقة مثله .. وتزين الدرج الخارجي أُصص من زهور متنوعة ومختلفة ألوانها .. ورياحينٌ جميلة تزين المدخل الخارجي تتخللها نخلات صغيرة تذكرني بمنزلنا في وطني الحبيب مصر .. (لطالما أحب نخلات جدي كثيراً والتي كنت أحاول تسلقها دوماً كما يفعل الجنايني) .. وخارج المنزل جهة اليمين من المدخل توجد بعض الأشجار والنباتات التي تتدلى منها الخضروات الطازجة .. كان كل شيء فيه يُشع بالجمال وكأنما وزع الله ثلث جمال الأرض في جمال ما رأيت .. دائماً ما يصف الدكتور نفسه ممازحاً (بأنه دقة قديمة) .. ولكنه كان يمزج بين جمال وأصالة وعراقة الماضي وأناقة وعصرية الحاضر .. رجل يستهويه الصيد بقدر حبه له .. محباً للخيل شامخاً عنيداً مثله.

جمعني لقاء مع أسرته الجميلة ذات يوم وتعرفت على عائلته التي تشبهه في الجمال رغم اختلافه عن الجميع .. كانوا لطفاءً جداً لدرجة أنهم أشعروني بأنني واحدةً منهم .. والدة الدكتور هلال كانت تختلف عن الجميع فمنذ سلامي لها وقد ضمتني بين ذراعيها بكل عطف وحب لا زلت أستشعره حتى الآن، قضيت أروع يوم منذ جئت إلى سلطنة عمان .. جوٌ مفعم بالحب والحنان والاحتواء .. البساطة والتواضع والهدوء .. أجمل ما عايشت من واقع أتمناه .. ولكم أحببتُ الشعب العماني الطيب الودود الجميل من أجلهم.

خلاصة القول الآن فقط، أصدق أن بعض أناسٍ في حياتنا قد يدفعون بنا إلى طرقٍ من ريحان وعنبر، يؤمنون بنا ويحولون كل طاقاتنا السلبية إلى تفاؤلٍ وأمل يُزهران في ربيع العمر الذي ظنناه يومًا خريفًا كئيبًا .. وإن جفا أحدنا وإن مرت بنا لحظات ضعف .. دائماً نعتصم بحبل الدكتور هلال الخروصي لنزداد به قوة و تماسكاً.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights