الحنين إلى الماضي
بقلم✍ الكاتبة زكية اللمكية
من هنا كانت بداياتي في البيت العريق، المكان الذي يجلس فيه أخي متربعاً.
كنت أسهر كل ليلة بصحبة قمري المضيء وحولي دفاتري وأقلامي، أتذكر أيامي التي مضت ..
أروع لحظات حياتي عشتها في ذلك المكان العريق!
لقد عشت السعادة الحقيقية بكل معانيها وتفاصيلها
أيام جميلة لم أرَ فيها دمعتي تستأذنني بالنزول،
ولم يجد الحزن له مكانا في قلبي ..
لحظات تمنيت أن يقف الزمن عندها.
فمن هنا في هذا البيت العتيق
رسمت في ذهني كل مخططات الحياة،
في السابق كنت أراها في أحلامي،
ولكن عندما حدثني قلمي عن الآمال
التي رسمتها أحلامي المبعثرة على جدران هذا المنبر العريق،
بدأ الاشتياق يعتصرني والأحلام تراودني.
علمني هذا المنبر أن الصبر هو مفتاح الفرج فعلاً،
علمني كيف أرتقي درجات النجاح
وكيف أتخطى هاوية الفشل،
علمني كيف أرى سعادة الماضي
وكيف أرسم السعادة على وجهي
وعلى وجوه الزائرين،
وعلمني كيف أصنع الأمل
وأجني الرزق بدون ملل أو كلل،
علمني عندما تضيق نفسي
وتُجهَد عيني من متاعب العمل
ألجأ إلى العلي القدير وأدعوه أن يخفف همي ويسعد قلبي.
هكذا هو (البيت الغربي)
فما أنقى هذا البيت وما أصفاه
وما أنقى اليد التي امتدت إليه بالعطاء!.