2024
Adsense
مقالات صحفية

الوعي ،،، اساس التنمية المجتمعية

 

هلال بن حميد بن سيف المقبالي

يعتبر الوعي بشقيه الفردي والمجتمعي ركيزة من ركائز تنمية المجتمع، وبناء استراتيجية قوية تدعم المجتمع وتساعد في تطوره، والنهوض به ثقافياً وأقتصادياً.
“” قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ “”(الزمر/9)

الوعي في اللغة هو فهم الشيء وحفظه وفقهه والإلمام به وتطبيقه، ومن منظور علماء النفس فإن الوعي هو مراقبة الشخص لذاته ، من خلال أفكاره ومشاعره وسلوكه وثقافته وملاحظة تلك الأفكار، سواءاً كانت سلبية أو إيجابية.
فالوعي يبدأ من ذات الشخص، من خلال مراقبته لافكاره، ومنها ستظهر له افكار تشعره بالحيوية والانفتاح (الأفكار الإيجابيه)، وأفكار تسلبه الطاقه، وتشعره بالضعف ، والانغلاق على الذات (الأفكار السلبيه)، و من هنا يبدأ الوعي الحقيقي لدى الشخص، بتركة التفكير السلبي، وتعزيز التفكير الايجابي لديه .

أن الوعي بحد ذاته ثقافه يكتسبها الشخص من خلال تعامله مع الآخرين، وحرصه على معرفة ادق التفاصيل، فيكون واعياً في تعامله، و في تفكيره وسلوكه ، و الوعي يشمل كل جوانب الحياة، فهناك الوعي الاخلاقي، الثقافي، الاقتصادي، السياسي، والبيئي، ولا يقتصر الوعي على مشاهدة ومتابعة الاحداث وتجنبها، او الاستمرار فيها ولو كانت خطأً، وانما ايجاد حلول لهذه الاخطاء من خلال البحث والتمعن، والقراءة، ومعرفة المصدر ، و تحليل المواقف و الافكار واستنتاج الأكيد منها بوعي وأدراك ، ليكون الوعي صمام الامان الأمني الذي يبقيِ المجتمع آمناً من أي مستغل و طامع، و سداً منيعاً لثغرة الغزو الفكري ، الاخلاقي و الثقافي، فأنعدام الوعي قد يكون المعول الذي يهدم بنيان المجتمع ويفتت كيانه.

كلنا بحاجة الى الوعي، لننقدم ونخطو خطوه الى الافضل ، فلولا الَوعي والادراك لما تنوعت المبادئ و اختلفت السلوكيات، فمن الواجب غرس مباديء الوعي وقيمه في الناشئة منذ الصغر، وأن يكَون ضمن المنهج الدراسي، فالوعي والادراك بماهية معطيات الوطن وتاريخة وحضارتة ، قد تجنبنا مستقبلا الكثير من الثغرات التي نواجهها اليوم.

تبنى المجتمعات وتقوم الدول والحضارات، بوعي ابناءها من خلال العمل بأمانة وصدقٌ وإخلاص، بعيدا عن الافكار الهادمه، والسلوكيات الخاطئه، والرسائل المغلوطه، التي تعصف بالمجتمعات الأخرى التي لا ترتكز على ركيزه الوعي المجتمعي وصناعته، فالوعي على تعدد أنواعه ومستوياته يتطلب جُهداً ذاتياً، ومجتمعياً، في بداية الأمر حتى يصبح جزءًا من السلوك والممارسات الفردية ، ثم يتحول بعد ذلك إلى سلوك جماعي مجتمعي ، مما يؤدي بلا شك الى خلق التأثير الإيجابي في المجتمع.

اذا لم يتوفر لدى الفرد والمجتمع الوعي الكافي، قد يكون سببا لتسرب الأفكار المسمومه _ لمن لا يملكون الوعي الكافي_ التي تدعو الى تجريم مقدرات الدولة وتدمير منجزاتها ، وبث السلوكيات الهادمه للنسيج المجتمعي، فالوعي إذا تحول إلى سلوك ومعتقدات يسهل انتشاره بين الأفراد الآخرين الذين يساهمون في إثرائه وتطويره من خلال خبراتهم الشخصية ووعيهم الفردي، وبذلك يتشكل الإطار العام للوعي المجتمعي الذي يساهم بشكل كبير في تطور المجتمع.

ان وجود فئة من المثقفين والمبدعين المخلصين في المجتمع، يساعد في أثراء مبدأ الوعي وغرس ثقافته لدى الفرد والمجتمع، بتوجيه اقلامهم لتغيير مسار الأفكار السيئة والمسيئة للوطن والمجتمع، و وضع الحلول المناسبه والتي تناسب جميع الأفكار،. وأحتواء لكل سلوك خاطيء ، و هنا في صحيفة النبأ الألكترونية، بيننا من الكتّاب العمالقة، ما نستخلص من كتاباتهم الوعي و الادراك الحقيقي من خلال ما يطرحوه من مواضيع تعلو بقيمها في تعديل بعض المسارات لترقى في تنميه المجتمع وبناءه، وزرع ثقافة الوعي لدى الآخر.

يعتبر الوعي بمعناه العام حالة صحية إيجابية، تعكس فهم المرء لواقعه بكل مكوناته من صعوبات وتحديات وفرص عمل و مجالات قوة ومواطن ضعف، وتضعه في الموقع المناسب لتحديد الخطوات ورسم السياسات واتخاذ القرارات، ما يحقق له و للمجتمع التطور والنماء ، و التماشي مع الامكانيات والقدرات الموجودة، بدون تذمر او أستنكار، و كما يقال ” ان وجود المعرفة ، بشتى أنواعها وانعدام الوعي يعتبر جهلاً ، حتى وإن توفرت المدارس والجامعات.

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights