ما بعد التخرج
حمزة بوجمعاوي
عندما يُدرِج الطالب كلمة التخرج في قاموس حياته، تجد مشاعره تضطرب وهذا أمر منطقيں لأن قيمة التخرج قيمة عالية يسعى إليها كل شخص يرتاد جامعته أو معهده إن كان تابعاً لنظام الخصوصية أو العمومية أيضاً، لأن هذا يعتبر إنجازاً عظيماً وإثباتاً راسخاً لذاته وحياته العامة. فالتخرج كفيل بتغيير حياته وحصاد كل ما زرع من مجهودات
فالطالب أثناء حياته المليئة بالأنشطة الدراسية والعلمية والتطبيقية،
يكون فكره مشغولاً بجميع حلقات الامتحانات والمناظرات رغبةً منه بتحقيق النجاح بعلامات مشرفة تجعله من الناجحين أو المتفوقين.
من الرائع أن يكون الطالب نجيباً أياً كان مجال تخصصه،
فهذا يعد إنجازاً عظيماً والأعظم منه هو العمل على تخصصه في وقته الحر المشغول بالأنشطة الثقافية والاجتماعية والتنموية لكي يصبح مرموقاً في تخصصه، مختلفاً عن أقرانه من العاملين فيه، فهذه الميزة التي يتحلى بها المتخصص تجعل منه شخصيتةً قويـة وقيادية، غير اتكالية تساعده في عمله وحياته المهنية وتجعل أيضاً منه فرداً يتخذ قراراته بنفسه وباستقلالية تامة لا يتأثر بالغير ولا يصبح تابعاً لأحد كأمَّعة ، واثقاً من نفسه أشد الوثوق.
فهالمهارات المكتسبة من خلال الممارسة مطلوبة وبشدة في حياة الفرد لأنها ليست كالمهارات التقنية والعلمية التي يكتسبها الطالب المتخرج تحث إشراف جامعته أو معهده، هي مهارات جديدة يكتسبها من بحثه الدائم في المصادر الخارجية والتقنية أو مع واقعه المحتك بعد التخرج. فهناك عالم آخر هو من يحدد شخصية هذا الطالب المتخرج التي تجعل من سيرته الذاتية سيرةً مطلوبة ولامعة من ناحية الموضوعية والتأهيل الكلي. فهناك مجالات متعددة ومواضيع مختلفة لهذه المهارات التي يطلق عليها باللغة الإنجليزية Soft Skills، مثلاً التنمية الذاتية، المجتمع المدني والثقافي…
فعلى سبيل المثال أيضاً، هناك سلسلة من الأسماء ومنها؛ روح الفريق، القدرة على حل المشكل، خطوات التواصل الفعال، القدرة على الإقناع، هندسة المشاريع والمنتوجات، التصميم الفكري، عصف الأفكار والحلول، المشاركة في تنظيم أنشطة جمعوية ومخيمات ثقافية وإنسانية، استشاري الحلول، آداب العمل وغيرها الكثير. فالأهم من ذلك هو تشجيع الطالب على ممارستها ومدوامتها بشكل مستمر لأنها تجنبه الكثير من المشاعر السلبية على الصعيد النفسي والاجتماعي والمهني، ولن يجد صعوبةً في اكتسابهاں لأن المواقع والمنصات الإلكترونية ستعوض الفراغ والنقص الذي قد يعتري مخزونه الفكري والمعرفي.
والشيء المميز هو أن الطالب يجمع كل ما ذُكِرَ، مع لجوئه إلى باب الرحمن واستخارته لله سبحانه وتفويض أمره له في كل الخطوات والمشاريع المستقبلية، هذا ما يجب أن يكون من أجل الحصول على شريحة بشرية صادقة وصالحة للنهوض بالمجتمع من المشاكل والمخاطر إلى نضج فكري ومهني يبني أمة واعظة وراسخة.