جامعة البريمي تنظم ندوة مبتكرة للتعاطي مع جائحة كورونا
البريمي-سيف المعمري
نظمت جامعة البريمي ممثلة بكلية التجارة ندوة عبر تقنية الاتصال المرئي و استمرت لمدة خمسة أيام، وبالتعاون مع جامعات عالمية، تناولت البحث عن حلول مبتكرة حول صحة الأفراد والأمن الغذائي والتعليم والاقتصاد والتكنولوجيا خلال جائحة كورونا وما بعدها.
وافتتح الندوة الدكتور عبود بن حمد الصوافي رئيس جامعة البريمي، حيث رحب بضيوف الندوة، ونوه إلى أهمية الحديث والتفاكر حول الفترة الحالية التي يمر بها العالم خلال هذه الجائحة، وضرورة الاستفادة من الأوضاع الحالية التي ستشهد تغيرات وتحولات على كافة الأصعدة، ولن يكون العالم بعد كورونا كما كان قبله.
وتوالى المتحدثون الرئيسيون ضيوف الندوة في تقديم أوراقهم العلمية حيث تحدث البروفيسور عمران سليم عميد كلية التجارة بجامعة أليجاره في الهند حول أهمية الاستعداد لمواجهة أزمة اقتصادية تنتظر العالم نتيجة الوضع الحالي، مشيراً إلى أن النظام الصحي في معظم البلدان لم يكن مستعدا لمكافحة هذا النوع من الوباء، وأشاد بالإجراءات الحكومية للعديد من الدول، منها حكومة سلطنة عمان لتسجيلها واحدا من أدنى معدلات الوفيات في العالم، وأشار إلى أهمية أن تقوم الحكومات في العالم بدعم بعضها بعضا، ووضع سياسة على المستوى الدولي تركز بشكل خاص على الصحة والتعليم والحوافز الاقتصادية للشـركات الصغيرة والمتوسطة.
كما تحدثت الدكتورة آنا روزنغرين ، المؤسس والمستشار الرئيسي لـ GNH Sweden السويد، التي اقترحت نموذج السعادة الوطنية الإجمالية لتحقيق الاستدامة للأعمال والمجتمع والنفس، وأطلقت على جلستها “GNH Leadership: Wellbeing for Business، Society and Self” ، حيث كررت فكرة الاستدامة واستنفاد الموارد وتغير المناخ في حديثها، وقدمت طلبًا خاصًا للدول الغنية والمتقدمة لوقف الترويج لممارسات الأعمال غير المستدامة، والتركيز بشكل أكبر على الترويج للمنتجات المحلية، وأكدت على أن الجنس البشـري لا يمكنه الاستمرار إلا إذا تعلم التعايش مع الطبيعة والإيكولوجيا والنظام الإنساني العالمي.
أما البروفيسور رافيندر رينا، أستاذ الاقتصاد بجامعة نورث ويست بجنوب أفريقيا ، والذي يعد أيضًا من بين أفضل الباحثين في العلوم الاجتماعية والاقتصادية في العالم في أكثر من 180 مطبوعة في المجلات الرائدة، فقد حاول تحديد القاعدة الأساسية للمشكلات الاقتصادية وقدم الحلول لها، وقال إن السوق بمجرد فتحه سيعاني بشدة في البداية لأن الطلب سيؤثر على العرض، وبحلول الوقت الذي يستعيد فيه الطلب مستواه، سيكون جانب العرض قد انهار، وأشار إلى أن الحكومات في جميع أنحاء العالم تحتاج حاليًا إلى إقامة شراكة مع الشـركات القادرة، وتطوير نموذج الشـراكة بين القطاعين العام والخاص.
وقدم البروفيسور عبد الحنان شودري ، رئيس جامعة Primeasia بنغلاديش، جلسة بعنوان “الحفاظ على التعليم العالي أثناء وبعد كوفيد-19” أشار فيها إلى أن التعليم عبر الإنترنت لا يمكن أن يكون أبداً بديلاً فعالاً لجلسة غرفة الصف الحقيقية، وبالتالي فإن التحول إلى التدريس عبر الإنترنت سيؤثر على الغرض الحقيقي من وجود المدرس الأكاديمي، ومع ذلك، فقد قدم مفهوم منهج التعلم المدمج بين الواقع الحقيقي والافتراضي، وذكر أن الجزء الأكبر من العالم لا يزال يعاني من مشكلات الاتصال بالإنترنت، وفي بلدان عدة لا يمكن تحمل تكلفة الإنترنت، ولا يمكن الوصول إليها من قبل الطبقة الدنيا والمتوسطة إلى حد كبير. أضف إلى ذلك الصعوبة التي يواجهها العديد من الطلبة في تحمل تكلفة توفير أجهزة الحاسوب المتوافقة بما يكفي لتسهيل الدروس عبر الإنترنت. وفي هذا الصدد ، قال إن التمويل الذاتي أو الجامعات الخاصة أفضل حالًا لأنها تحصل على الطلبة الذين لديهم القدرة على الدفع، لكن الجامعات والكليات الحكومية في الجانب الخاسر، وبالنسبة لعملية التقييم اقترح البروفيسور شودري فكرة اللجوء إلى تقنيات تقييم بديلة بدلاً من الطرق التقليدية.
ومن كلية التجارة بجامعة البريمي شارك الدكتور أوجي سوهارتو في الندوة الذي اقترح نموذج التمويل الإسلامي كحل محتمل، كما أوضح الغرض الحقيقي من الزكاة، الذي لا يتمثل في تقديم المساعدة فقط للفقير، وإنما العمل على تحويل الفقير إلى شخص قادر على دفع الزكاة مستقبلا.
كما تحدث أيضا الدكتور عمران محبوب الأستاذ المساعد في كلية العلوم الصحية بجامعة البريمي عن الجوانب العملية لكوفيد-19، وحاول معالجة المواضيع المختلفة المرتبطة بالفيروس، كما أكد على أهمية الأمن الغذائي، ومشاركة المبادئ التوجيهية المعيارية لمنظمة الصحة العالمية وحكومة سلطنة عمان.
وقد شهدت الندوة حضور كبيرا من المهتمين والجمهور حيث سجلت حضور ما يزيد على 1200 مشارك من 27 دولة حول العالم.
والجدير بالذكر أن هذه الندوة تأتي ضمن سلسلة ندوات عبر شبكة الإنترنت تنظمها كلية التجارة بجامعة البريمي في هذه الفترة، بإشراف الدكتور إبراهيم بن راشد الشامسـي القائم بأعمال عميد الكلية، وذلك استثمارا للأجواء الإيجابية في التواصل المرئي عن بعد، واستفادة من الشخصيات العلمية الفاعلة حول العالم