2024
Adsense
مقالات صحفية

موسم القيظ

يعقوب بن حميد بن علي المقبالي
وادي بني هني النزوح ولاية الرستاق

إن موسم القيظ هو أحد المواسم التي تتوالى كل سنة، فهنا الناس تستعد له بكل طاقاتها حيث أن القيظ يتميز بالرطب الشهي ومذاقه الحلو كما يقال أن موسم القيظ نعمة يجنيها الإنسان في هذا الموسم.

فكنا سابقاً وكعادة سنوية ننتقل من منازلنا إلى مقيضة القيظ لنقضي فيها قرابة ثلاثة أشهر، فمقيضت القيظ كانت تبنى من السعفيات كالعرشان أو أن الشخص المقتدر يبني غرفة أو غرفتين بالطين والحصى ويكون سقفها بجذوع النخيل ومقر هذه المقيضهة بجانب الفلج قريب من النخيل.

وفي موسم القيض كانوا يأتون إلى البلد كل من يرغب قضاء موسم القيض ليقضوا فترة القيض في تلك البلدة، حيث أن الناس تبدأ أعمالهم من الفجر، يذهبون يرقطون الخلال المتساقط من أعلى النخلة ويعودو إلى مقايضهم بالرقاط.

حيث أن وكما اعتقد أن عادة موسم القيظ منتشرة في جميع البلدان العمانية، أي شخص أتى من خارج البلد يعطيه أهالي البلد من أموالهم الخاصة نخلة أو نخلتين ليحصدوها لهم، ثم يأتي حصاد النخلة فهؤلاء الذين أتو من خارج البلد أو من أهل البلد يساعدون أهل الأموال في حصاد أموالهم ويشتغلون معهم بأجر بسيط كما يتم إعطائهم الرطب وقفير من التمر.

ويستمر ذلك الجهد كل يوم وإذا جئنا إلى موسم جداد نخيل المبسلي، فهنا تجتمع الناس لمساعدة مالكين نخيل المبسلي فترى الناس من يجد، ومنهم من يرقط ما سقط أثناء الجداد، ومنهم من يسحل العسق ومن من يشتغلون في نقل تلك الثمار بواسطة الحمير إلى موقع التبسيل وهم في قمة السعادة يغنون ويفرحون.

ومع قطع ثمار النخيل الجميع يشتغل فترى الناس في منظومة واحدة يعملون ويساعدون بعضهم البعض وكلاً يريد أن يكون محصوله أكثر من الآخر لمن لا يملك نخيل يضاعفون جهودهم.

وهناك في موقع التبسيل من يعمل في غسل الثمار وفرزها ومنهم على تراكيب التبسيل ومنهم من ينقل ما نضج من التبسيل إلى المسطاح لينشف تحت أشعة الشمس.

وفي هذا الموسم الكل يشتغل من فقيرهَم وغنيهم ومن كان ساكن في هذه البلدة أو أتى ليقضي فترة القيظ فالكل يحصد بمجهوده طول فترة القيض.

كذلك لما تكون ثمار النخيل في المساطيح كذلك يأتون لمساعدة صاحب ذلك المسطاح ويقومون بتنقية التمر الصالح لأكل الادمي وأيضاً التمر الذي يسمى النفيعة، حيث أن التمر الصالح يكنز في جرب من سعف النخيل أما النفيعة تكون أكل للحيوانات وفي المسطاح كذلك يعطى من يقوم بالمساعدة من ذلك التمر.

وما أن ينتهي ذلك الموسم والكل حصد ماله فترى ذلك الفقير من البلد او من أتى يقضي فترة القيظ حصد له تمر لاستخدامه في موسم الشتاء.

وبعد انتهى فترة القيظ الجميع يعود إلى المكان الذي أتى منه، صاحب البلد يعود إلى بيته الأساسي ومن أتى من خارج البلدة عاد إلى بلاده الأم، وهم جميعاً تغمرهم البهجة والفرحة والسعادة بأنهم حصدوا قيضهم وضموا تمرهم لوقت شتائهم ويأكلون ما حصدت أيديهم خلال موسم القيظ، مع أملهم ودعائهم إلى الله تعالى أن يطول في عمرهم ويتجدد نشاطهم ويلتقون فالمواسم القادمة.

 

لغات أخرى – Translate

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Verified by MonsterInsights