مقال : عينت معلماً وتقاعدت معلماً
راشد بن حميد الراشدي
عينت معلماً وتقاعدت معلماً فما أنبلها من مهنة وما أجلها من نعمة .
رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِين .
مع بداية العام الدراسي الجديد وفي هذا اليوم المجيد من أيام عمان الخالدة في تاريخ العلم ينتهي مشواري في التدريس ل 27 عاماً قضيتها بين جنبات حدائقٓ غنية بالعلم والمعرفة متنقلاً بين قلعتين من قلاع النور مدرسة الإمام الأزهر بن علي ومدرسة الإمام سالم بن راشد الخروصي بتعليمية شمال الشرقية .
قضيتها معلماً ومؤدباً وأخًا و أباً و صديقًا وفياً لكل من التقيت بهم وضمتهم تلك المدارس الزاهرة .. حملت من خلال عمري رسالة الأنبياء ولواء العلماء وكان حملاً ثقيلاً، اجتمعت فيه كلُّ خصال الخير والنبل ونلنا به المجد بتفاني معلمين مخلصين لله ولرسالتهم .
فما كان من تقصير فهو منا وهذا نهجُّ الانسان وما كان من فلاح وتيسير وفتح فهو من الرحمن الرحيم .
اليوم أختتم حياة سعيدة كنت أغتنم فرصًا فيها لزرع كلمة سوية في نفوس أبنائي الطلاب وغرس معلومة ترسخ في أذهانهم وأنا أتذكر كل ذلكم العطاء الجميل .
لكن لظروفي وعدم مقدرتي على مواصلة المشوار فضلت التقاعد المبكر راضياً بما قدمته طوال أعوامي ال 27 الماضية .ف
كل عام وأنتم بخير ، وكل عام والمعلم بعطائه المتجدد منارة علمٍ ومعرفة وعرفان ، متأملاً أن تتغير مسارات العلم وأن تبرق فضاءاتها الواسعة في شتى صنوف المعرفة متشحة بالخلقٓ الرفيع لبناء أجيال عمان الواعدة الفتية فهم الثروة لهذا الوطن الغالي العزيز .
فطوبى لمن حمل لواء العلماء ورسالة الأننبياء وسيظل الوفاء مني لها ما دامت الأنفاس ترتشف نسائم الحياة .
اللهم ارض عني فيما قدمت واعفو عني فيما أخطأت .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.