حديث في مقهى الورق
مريم الشكيلية
قالت له : أكتبني حين تكون متوحدا بذاتك…
حين يأخذك الحنين إلى مسافات لا حدود لها…
أكتبني حين أغادرك وامحو آثار وجودي من داخلك…
قال لها : في الوقت الذي يكون فيه الصمت أقرب لنا من أحاديث الشجن أحفظ كل كلماتك وأحرفك عن ظهر غيب….
أعيد ترتيب حوارنا الأخير بقصيدة نبض وكأنني أشعل قنديل ضوء في عتمة ليل….
قالت له : كيف لك أن تتوغل في متنفسي وقصاصات أبجديتي ليوم وتعزف وتر قصائدي وتعبرني…
وتطوي صفحتي وتجالس قهوتك وتعبرني….
قال لها: يا أيتها الحالمة في كتابات الورق الأبيض ما أنتي في ضجيج يومي إلا كحديث يتبعثر من سطوح الورق….
يا أنتي كيف لك أن توشي بي عند كتاباتك… وكيف لك أن تتعثري بقدري ليشيخ عالمي وتزدحم مدني بك….
قالت له: كنت أخشى رحيلك عندما كنت أسد فراغات رسائلك….
عندما كنت أحلم وأراك تمشي بمحاذاة قلمي ولا تطرق نافذة كلماتي…..
كنت أرتجف من مغادرتك سرير مفرداتي وعلى مراكب محبرتي…..
قال لها : لازلت متكئ على نبضك إلا إنني مثقل بهزائم السنوات وفي داخلي تصدعات حزن وحطام قدر….
لازلت أمطر في بساتين روحك إلا إنني أسير بعوجاج حب في دهاليز قدري….