الحملة الفارسية الثانية على عمان في عام 1738م
الحزء الثالث
إعداد:-
أحمد بن علي المقبالي
الجزء الأول :-
كان عن الاحداث التي أدت إلى ظهور نادر شاه وذلك لتكوين فكرة أو قاعدة معلومات عن هذا الإمبراطور الفارسي الذي سوف يكون له دور مهم في أحداث مهمة كان موقعها الساحة العمانية .
الجزء الثاني :-
أوردنا فيه عن الحملة الفارسية الأولى على عمان بناءاً على طلب سيف بن سلطان الثاني اليعربي آخر السلالة اليعربية الحاكمة وأهدافها والاستعدادات الفارسية لها والبدء في تنفيذ عملية الغزو وكذلك أسباب الفشل الفارسي في الحملة الأولى.
أما الجزء الثالث :-
فسيكون بإذن الله عن الحملة الفارسية الثانية وعن الاستعدادات لها وسير الأحداث فيها ونتائجها.
في أعقاب فشل الحملة الفارسية الأولى وانسحابها من عمان في ١٩ يوليو عام ١٧٣٧م وفشلها في تحقيق حلمه وجه نادر شاه رسالة توبيخ شديدة اللهجة إلى تقي خان تتضمن ما يلي:-
١- تحميله المسؤولية الكاملة عن فشل الحملة.
٢- اتهامه بعدم قيادة الجيش بشكل شخصي.
٣- باعتباره حاكم على عمان وملحقاتها فإن من واجباته قيادة الحملة بشكل شخصي .
٤- يجب عليه استئناف العمليات العسكرية فوراً لإخضاع عمان للسيادة الفارسية.
٥- إمهال تقي خان حتى عيد النيروز القادم في مارس ١٧٣٨م لكي يتم المهمة.
– توجه تقي خان من شيراز إلى بندر عباس وأخذ يُجري استعدادات كبيرة جداً، بحرية وبريةں لاستئناف العمليات العسكرية على عمان.
– حاول تقي خان الحصول على مساعدة من الوكيل البريطاني والهولندي في بندر عباس ولكنهما اعتذرا منه.
– في يناير ١٧٣٨م استولى الفرس بالقوة على جميع ترانكات الانجليز والهولنديين الموجودة في بندر عباس.
– فشل الإمام سيف في القضاء على ثورة بلعرب بن حمير ضده دفعه إلى طلب مساعدة الفرس مرة أخرى ولم يتعظ مما قام به الفرس من جرائم ضد مواطنيه وبلده في الحملة الأولى .
– أعد الفرس ستة آلاف جندي لغزو عمان مع وجود توتر شديد وكراهية بين تقي خان ولطيف خان نتيجة توبيخ نادر شاه لهم ولاعتقاد كليهما بأن أحدهما هو من وشى بالآخر عند نادر شاه.
– في ٣٠ يناير عام ١٧٣٨م أبحرت الحملة من بندر عباس إلى رأس الخيمة وعند وصولها ارتبطت مع قوات سيف.
– تم تنسيق الخطط بين سيف والفرس ولهذا تحركت قواتهم براً وبحراً فاستولت القوات البرية على الظاهرة أولاً .
– في ١٤ مارس عام ١٧٣٨م سقطت بهلاء في أيديهم.
– في ٢١ مارس ١٧٣٨م توجهت القوات المتحالفة إلى نزوى ودارت معركة طاحنة مع قوات بلعرب بن حمير انتصرت فيها القوات الفارسية.
– لم تستطع القوات الفارسية احتلال قلعة نزوى رغم الحصار الشديد والقصف العنيف بالمدافع.
– ارتكبت القوات الفارسية مجازر رهيبة ضد السكان في المدينتين لم ينجُ منها إلا من هرب.
– تشير الإحصائيات إلى أن عدد القتلى في المدينتين بلغ عشرة آلاف شخص.
– في ١٣ أبريل ١٧٣٨م تم احتلال أزكي وفرضت غرامات باهظة على السكان.
– في ٢١ أبريل ١٧٣٨م تمت السيطرة على وادي سمائل وكذلك تم احتلال مسقط ولكن حصني الجلالي والميراني صمدا.
👈🏻 إن إصرار الفرس على احتلال قلعتي الجلالي والميراني رغم سيادته عليها نبه الإمام سيف بن سلطان الثاني مرةً أخرى إلى ما يضمره الفرس له.
👈🏻 فاتخذ الخطوات التالية :-
١- فك الارتباط والتحالف مع القوات الفارسية.
٢- انضم بقواته إلى خصمه بلعرب.
٣- أجرى مفاوضات مع بلعرب بن حمير وتم الاتفاق على ما يلي :-
_ تنازل بلعرب بن حمير عن ادعاءاته بالإمامه.
إ نبذ جميع أنواع الخلافات بينهما.
_ توحيد جهودهما في شتى المجالات لقتال الفرس وطردهم من عمان.
– في ٢٦ يونيو ١٧٣٨م وبعد حصار دام ٥ أسابيع انسحبت القوات الفارسية من مسقط.
– حاولت القوات الفارسية احتلال بركاء إلا أن مقاومة القبائل هناك حال بينهم وبين تحقيق مرادهم .
– دب الخلاف الشديد بين قائد القوات البرية تقي خان وقائد القوات البحرية لطيف خان بسبب فشل القوات الفارسية في احتلال مسقط وبركاء .
– أدى الخلاف إلى قيام تقي خان بدس السم في طعام لطيف خان انتهى بموته وأصبح قائد القوات البرية والبحرية.
– حاصرت القوات الفارسية مدينة صحار ولكن حاكمها أحمد بن سعيد البوسعيدي حرمهم من مجرد الاقتراب من أسوار المدينة .
– قامت القبائل العمانية بمهاجمة القوات الفارسية في بهلا فأنزلوا بها كارثة كبيرة فقُتِل معظم أفرادها ومن تبقى على قيد الحياة اضطر للاستسلام.
– قُتِل من القوات الفارسية في هذه المعارك حتى حصار صحار حوالي ألف جندي كما مات عدد آخر نتيجة الجوع والأمراض.
– بعث تقي خان برسالة مستعجلة إلى الوكيل البريطاني في بندر عباس يرجوه بتقديم مساعدة مستعجلة له ولكن الأخير رفض ذلك حفاظاً على العلاقات مع العمانيين.
– بعد أن وجد نفسه في وضع حرج ومرتبك اضطر تقي خان إلى سحب قواته نحو رأس الخيمة التي ترك فيها حامية فارسية.
– في أواخر يوليو ١٧٣٨م وصلت القوات الفارسية المنسحبة إلى *بندر عباس*.
👈 أسباب الفشل في الحملة الفارسية الثانية :-
– من المعروف بأن الفرس أمة تكره ركوب البحر وليس لديهم أية خبرة في هذا المجال لذلك لجأوا إلى القبائل العربية القاطنة على جانبي الخليج لاستثمار خبراتهم في الأسطول الفارسي سواء كان بالإكراه أو الإغراء المادي وبالفعل نجحت خطة نادر شاه رغم عدم شعور هؤلاء العرب بالانتماء أو الولاء للفرس فهم مختلفون عنصراً ومذهباً كما يقول بلكريف.
– أصبح قادة سفن الأسطول الفارسي كلهم من العرب الذين كان لهم الدور الرئيسي في فشل الحملة الفارسية الثانية وذلك بقطع التموين عن القوات الفارسية في عمان نتيجة الثورة التي قاموا بها .
👈🏻 يمكن إيجاز الأسباب التي أدت إلى ثورة البحارة العرب بما يلي :-
١- المجازر الرهيبة التي قام بها الفرس ضد أبناء عمومتهم في عمان.
٢- تعامل الفرس معهم بغطرسة وفوقية وعنصرية مما أثار فيهم الحميةّ العربيه.
٣- نقص وشُحّ المواد التموينية المخصصة لهم.
٤- التأخر في دفع مرتبّاتهم.
👈🏻 وهذه الأسباب أدت إلى النتائج التالية :-
١- استيلاء العرب على المواد التموينية التي في سفنهم.
٢- التوجه بالسفن إلى عرض البحر.
٣- قطع خطوط الإمداد عن تقي خان وقواته في عمان.
٤- انسحاب القوات الفارسية من عمان .
٥- انقطاع التموين عن الحاميات الفارسية في رأس الخيمة والبحرين.
٦- شن هجمات انتقامية على الحاميات الفارسية في جزيرتي قشم وباسيدو.
٧- استعادة الشيخ جباره لحكم البحرين في عام ١٧٣٨م.
٨- سيطرة شبه كاملة للثوار على الخليج .
٩- لجوء الفرس إلى السفن الانجليزية لإيصال التموين لحامياتهم ولكن هؤلاء تلقوا تحذيرات شديدة اللهجة من الثوار العرب فكفوا عن ذلك.
ولكن وللأسف الشديد وقعت خلافات بين الثوار مما سهل على الفرس مهاجمتهم واستعادة معظم السفن التي في حوزتهم وذلك في يناير عام ١٧٣٩م.
وبهذا أسدل الستار على الحملة الفارسية الثانية على عمان وسوف يكون الجزء القادم بإذن الله تعالى عن الحملة الفارسية الثالثة على عمان .
المصدر :-
– عمان وسياسة نادر شاه التوسعية .
المؤلف :-
عدنان الزبيدي