يوم الأب العالمي

خديجة المعمرية

الأب هو المعلم الأول حيث يقوم بتعليم أطفاله وغرس كل الخصال الطيبة والحميدة فيهم. كما أنه الصديق لهم يحاورونه عن أحداث يومهم ويبادلهم الحوار الهادف البناء. فإذا أخطئ أحد الأبناء فإنه يلجأ إلى أبيه على الفور طلبا للنصيحة والرأي السديد ويقوم بالأخذ بمشوره أبيه بما يتناسب مع موقفه. والأب هو الحبيب الأول لإبنته فتتمنى في قرارت نفسها لو تتزوج بشخص أقرب ما يكون من شخصية أبيها. والبنت بطبيعة الحال أشد تعلقا بأبيها من الولد. بينما الولد أشد تعلقا بأمه.

ومن أجمل المقولات التي راقت لي عن الأب.
مقولة : ( الأب رجل لن يتكرر في الحياة أبداً ولا يسد غيابه أي أحد الأب معطف أمان في ليالي العمر المتقلبة ).

كثيرون منا يظنون أن بر الوالدين مقتصر على الأم فقط، لكن في حقيقة الأمر فإن البر للوالدين الأم والأب على حد سواء. والدليل على ذلك قوله سبحانه: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 23 – 25].

يتم الإحتفال بيوم الأب العالمي في ٢١ من شهر يونيو من كل عام . وفي كل عام يتم الإحتفال بهذا اليوم في العديد من الدول الأجنبية والعربية على حد سواء. يتم الإحتفال بيوم الأب العالمي في جميع أنحاء العالم، وذلك إحتراما للأب فهو السند والداعم والصديق لأبنائه.

الأب هو المعلم الأول في هذه الحياة هو الذي يعطي للحياة حياة ببساطة المفاهيم التي يعلمها للأبناء. رغم إختلاف الأجيال بيننا أنا وأبي إلا أنه كان صديقي أحدثه بجميع أحداث يومي صغيرها وكبيرها. كان دائما يأخذ بيدي وفي كل يوم يعلمني شيئا جديدا بالحياة إلى أن أتى ذلك اليوم وخيم على عيني السواد فما عدت أرى أمامي غير جثة على السرير. كانت تلك أول هزائمي بالحياة. حفظ الله أبائكم ورحمة الله تغشى من فقدناهم وجنة عرضها السموات والأرض مئواهم.